نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 347
اللَّه إنا نريد أن نتصدق بأموالنا . فنزلت هذه الآية . وأخذ ثلث أموالهم . وقيل : هي الزكاة المفروضة ، فالضمير على العموم لجميع المسلمين * ( تُطَهِّرُهُمْ وتُزَكِّيهِمْ بِها ) * خطاب للنبي صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم في موضع صفة لصدقة أو حال من الضمير في خذ * ( وصَلِّ عَلَيْهِمْ ) * أي ادع لهم * ( سَكَنٌ لَهُمْ ) * أي تسكن به نفوسهم ، فهو عبارة عن صحة الاعتقاد ، أو عن طمأنينة نفوسهم إذا علموا أن اللَّه تاب عليهم * ( أَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّه هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِه ) * الضمير في يعلموا للتائبين من التخلف . وقيل : للذين تخلفوا ولم يتوبوا ، وقيل : عام . وفائدة الضمير المؤكد تخصيص اللَّه تعالى بقبول التوبة دون غيره * ( ويَأْخُذُ الصَّدَقاتِ ) * قيل : معناه يأمر بها ، وقيل : يقبلها من عباده * ( وآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ اللَّه ) * قيل : هم الثلاثة الذين خلفوا قبل أن يتوب اللَّه عليهم . وقيل : هم الذين بنوا مسجد الضرار ، وقرئ مرجئون بالهمز [1] وتركه وهما لغتان ومعناه التأخير * ( والَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ) * قرئ الذين بغير واو [2] صفة لقوله وآخرون مرجون أو على تقديرهم الذين وهذه القراءة جارية على قول من قال في المرجون لأمر اللَّه هم أهل مسجد الضرار ، وقرئ والذين بالواو عطف على آخرون مرجون وهذه القراءة جارية على قول من قال في المرجئين أنهم الثلاثة الذين خلفوا * ( ضِراراً وكُفْراً ) * كانوا بنو عمرو بن عوف من الأنصار قد بنوا مسجد قباء ، وكان رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يأتيه ويصلي فيه ، فحسدهم على ذلك قومهم بنو غنم بن عوف وبنو سالم بن عوف فبنوا مسجدا آخر مجاورا له ليقطعوا الناس عن الصلاة في مسجد قباء ، وذلك هو الضرار الذي قصدوا وسألوا من رسول اللَّه صلَّى اللَّه تعالى عليه واله وسلَّم أن يأتيه ، ويصلي لهم فيه فنزلت عليه فيه هذه الآية * ( وتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ ) * أرادوا أن يتفرّق المؤمنون عن مسجد قباء * ( وإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللَّه ورَسُولَه مِنْ قَبْلُ ) * أي انتظارا لمن حارب اللَّه ورسوله ، وهو أبو عامر الراهب الذي سماه رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم الفاسق وكان من أهل المدينة ، فلما قدمها رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم جاهر بالكفر والنفاق ، ثم خرج إلى مكة فحزّب الأحزاب من المشركين ، فلما فتحت مكة خرج إلى الطائف ، فلما أسلم أهل الطائف خرج إلى الشام ، ليستنصر بقيصر فهلك هناك . وكان أهل مسجد الضرار يقولون : إذا قدم أبو عامر المدينة يصلي في هذا المسجد . والإشارة بقوله من قبل إلى ما فعل معه الأحزاب * ( ولَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنا إِلَّا
[1] . قرأ نافع وحمزة والكسائي وحفص بدون همزة وقرأ الباقون : مرجئون . [2] . قرأ نافع وابن عامر : الذين وقرأ الباقون : والذين .
347
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 347