نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 341
في هؤلاء الأصناف إلى اجتهاد الإمام ، فله أن يجعلها في بعض دون بعض ، ومذهب الشافعي : أنه يجب أن تقسم على جميع هذه الأصناف بالسواء ، واختلف العلماء هل الفقير أشد حاجة من المسكين أو بالعكس ؟ فقيل : هما سواء ، وقيل الفقير الذي يسأل الناس ويعلم حاله ، والمسكين ليس كذلك * ( والْعامِلِينَ عَلَيْها ) * أي الذين يقبضونها ويفرقونها * ( والْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ) * كفار يعطون ترغيبا في الإسلام ، وقيل : هم مسلمون يعطون ليتمكن إيمانهم ، واختلف هل بقي حكمهم أو سقط للاستغناء عنهم * ( وفِي الرِّقابِ ) * يعني العبيد يشترون ويعتقون * ( والْغارِمِينَ ) * يعني من عليه دين ، ويشترط أن يكون استدان في غير فساد ولا سرف * ( وفِي سَبِيلِ اللَّه ) * يعني الجهاد فيعطى منها المجاهدون ويشتري منها آلات الحرب ، واختلف هل تصرف في بناء الأسوار وإنشاء الأساطيل ؟ * ( وابْنِ السَّبِيلِ ) * هو الغريب المحتاج * ( فَرِيضَةً ) * أي حقا محمودا : ونصبه على المصدر ، فإن قيل . لم ذكر مصرف الزكاة في تضاعيف ذكر المنافقين ؟ فالجواب أنه حصر مصرف الزكاة في تلك الأصناف ليقطع طمع المنافقين فيها ، فاتصلت هذه الآية في المعنى بقوله : ومنهم من يلمزك في الصدقات الآية * ( ومِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ ) * يعني من المنافقين وإذايتهم للنبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بالأقوال والأفعال * ( ويَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ) * أي يسمع كل ما يقال له ويصدّقه ، ويقال : إنّ قائل هذه المقالة هو نبيل بن الحارث وكان من مردة المنافقين ، وقيل : عتاب بن قيس * ( قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ ) * أي يسمع الخير والحق * ( ويُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ ) * أي يصدقهم يقال : آمنت لك إذا صدقتك ، ولذلك تعدّى هذا الفعل بإلى وتعدّى يؤمن باللَّه بالباء * ( ورَحْمَةٌ ) * بالرفع عطف على أذن ، وبالخفض على خير * ( يَحْلِفُونَ ) * يعني المنافقين * ( واللَّه ورَسُولُه أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوه ) * تقديره : واللَّه أحق أن يرضوه ورسوله كذلك ، فهما جملتان حذف الضمير من الثانية لدلالة الأولى عليها ، وقيل : إنما وحد الضمير لأن رضا اللَّه ورسوله واحد * ( مَنْ يُحادِدِ اللَّه ) * يعني من يعادي ويخالف * ( فَأَنَّ لَه ) * إن هنا مكررة تأكيدا للأولى ، وقيل : بدل منها ، وقيل : التقدير فواجب أن له ، فهي في موضع خبر مبتدأ محذوف * ( يَحْذَرُ الْمُنافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ ) * يعني في شأنهم سورة على النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، والضمائر في عليهم وتنبئهم وقلوبهم تعود على المنافقين ، وقال الزمخشري : إن الضمير في عليهم وتنبئهم للمؤمنين ، وفي قلوبهم للمنافقين ، والأول أظهر * ( قُلِ اسْتَهْزِؤُا ) * تهديد * ( إِنَّ اللَّه مُخْرِجٌ ما تَحْذَرُونَ ) * صنع ذلك بهم
341
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 341