نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 339
صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وقيل : إن قوله عفا اللَّه عنك ليس لذنب ولا عتاب ، ولكنه استفتاح كلام كما يقول : أصلحك اللَّه * ( حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وتَعْلَمَ الْكاذِبِينَ ) * كانوا قد قالوا : استأذنوه في القعود ، فإن أذن لنا قعدنا ، وإن لم يأذن لنا قعدنا ، وإنما كان يظهر الصدق من الكذب لو لم يأذن لهم ، فحينئذ كان يقعد العاصي والمنافق ويسافر المطيع * ( لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّه ) * الآية : لا يستأذنك في التخلف عن الغزو لغير عذر من يؤمن باللَّه واليوم الآخر * ( وارْتابَتْ قُلُوبُهُمْ ) * أي شكت ، ونزلت الآية في عبد اللَّه بن أبيّ بن سلول والجد بن قيس * ( ولَوْ أَرادُوا الْخُرُوجَ ) * الآية . أي لو كانت لهم نية في الغزو والاستعداد له قبل أوانه : * ( انْبِعاثَهُمْ ) * أي خروجهم * ( فَثَبَّطَهُمْ ) * أي كسر عزمهم وجعل في قلوبهم الكسل * ( وقِيلَ اقْعُدُوا ) * يحتمل أن يكون القائل لهم اقعدوا هو اللَّه تعالى ، وذلك عبارة عن قضائه عليهم بالقعود ، ويحتمل أن يكون ذلك من قول بعضهم لبعض * ( مَعَ الْقاعِدِينَ ) * أي مع النساء والصبيان وأهل الأعذار ، وفي ذلك ذم لهم لاختلاطهم في القعود مع هؤلاء * ( لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ ما زادُوكُمْ إِلَّا خَبالًا ) * أي شرا وفسادا * ( ولأَوْضَعُوا ) * أي أسرعوا السير ، والإيضاع سرعة السير ، والمعنى أنهم يسرعون للفساد والنميمة * ( خِلالَكُمْ ) * أي بينكم * ( يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ ) * أي يحاولون أن يفتنوكم * ( سَمَّاعُونَ لَهُمْ ) * وقيل : يسمعون أخبارهم وينقلونها إليهم * ( لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ ) * أي طلبوا الفساد ، وروى أنها نزلت في عبد اللَّه بن أبي بن سلول وأصحابه من المنافقين * ( وقَلَّبُوا لَكَ الأُمُورَ ) * أي دبروها من كل وجه ، فأبطل اللَّه سعيهم * ( ومِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي ولا تَفْتِنِّي ) * لما دعا النبي صلَّى اللَّه تعالى عليه واله وسلَّم إلى غزوة تبوك قال الجد بن قيس وكان من المنافقين : ائذن لي في القعود ولا تفتني برؤية بني الأصفر فإني لا أصبر عن النساء * ( أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا ) * أي وقعوا في الفتنة التي فروا منها * ( إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ ) * الحسنة هنا النصر والغنيمة وشبه ذلك * ( يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنا أَمْرَنا مِنْ قَبْلُ ) * أي قد حذرنا وتأهبنا من قبل * ( قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللَّه لَنا ) * أي ما قدر
339
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 339