responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 336


عباس : إن هذه المقالة قالها أربعة من اليهود ، وهم سلام بن مشكم ، ونعمان بن أوفى ، وشاس بن قيس ، ومالك بن الصيف ، وقيل : لم يقلها إلا فنحاص ، ونسب ذلك إلى جميعهم لأنهم متبعون لمن قالها ، والظاهر أن جماعتهم قالوها إذ لم ينكروها حين نسبت إليهم ، وكان سبب قولهم ذلك أنهم فقدوا التوراة ، فحفظها عزير وحده ، فعلَّمها لهم فقالوا : ما علم اللَّه عزير التوراة إلا أنه ابنه ، وعزير مبتدأ ، وابن اللَّه خبره ، ومنع عزير [1] التنوين لأنه أعجمي لا ينصرف وقيل : بل هو منصرف وحذف التنوين لالتقاء الساكنين وهذا ضعيف ، وأما من نونه فجعله عربيا * ( وقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّه ) * .
قال أبو المعالي : أطبقت النصارى على أن المسيح إله وابن إله وذلك كفر شنيع * ( بِأَفْواهِهِمْ ) * يتضمن معنيين أحدهما : إلزامهم هذه المقالة والتأكيد في ذلك ، والثاني : أنهم لا حجة لهم في ذلك ، وإنما هو مجرد دعوى كقولك لمن تكذبه : هذا قول بلسانك * ( يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ ) * معنى يضاهئون يشابهون ، فإن كان الضمير لليهود والنصارى ، فالإشارة بقوله الذين كفروا من قبل للمشركين من العرب إذ قالوا : الملائكة بنات اللَّه ، وهم أول كافر . أو للصابئين أو لأمم متقدمة وإن كان الضمير للمعاصرين للنبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم من اليهود والنصارى ، فالذين كفروا من قبل هم أسلافهم المتقدمون * ( قاتَلَهُمُ اللَّه ) * دعاء عليهم ، وقيل : معناه لعنهم اللَّه * ( أَنَّى يُؤْفَكُونَ ) * تعجب كيف يصرفون عن الحق والصواب * ( اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ ورُهْبانَهُمْ أَرْباباً ) * أي أطاعوهم كما يطاع الرب وإن كانوا لم يعبدوهم * ( والْمَسِيحَ ) * معطوف على الأحبار والرهبان * ( وما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلهاً واحِداً ) * أي أمرهم بذلك عيسى ومحمد صلَّى اللَّه عليه واله وسلم * ( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّه ) * أي يريدون أن يطفئوا نبوة محمد صلَّى اللَّه تعالى عليه وعلى اله وسلَّم وما جاء به من عبادة اللَّه وتوحيده * ( بِأَفْواهِهِمْ ) * إشارة إلى أقوالهم كقولهم ساحر وشاعر ، وفيه أيضا إشارة إلي ضعف حيلتهم فيما أرادوا * ( لِيُظْهِرَه عَلَى الدِّينِ ) * الضمير للرسول صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم ، أو للدين ، وإظهاره جعله أعلى الأديان وأقواها حتى يعم المشارق والمغارب ، وقيل : ذلك عند نزول عيسى ابن مريم حتى لا يبقى إلا دين الإسلام * ( لَيَأْكُلُونَ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ ) * هو الرشا



[1] . عزير : قرأها عاصم والكسائي بالتنوين وقرأها الباقون : عزير بضمة واحدة .

336

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 336
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست