responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 318


أي بالمعروف وهو فعل الخير ، وقيل العفو الجاري بين الناس من العوائد ، واحتج المالكية بذلك على الحكم بالعوائد * ( وأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ ) * أي لا تكافي السفهاء بمثل قولهم أو فعلهم واحلم عنهم ، ولما نزلت هذه الآية سأل رسول اللَّه صلَّى اللَّه تعالى عليه واله وسلَّم جبريل عنها ، فقال : لا أدري حتى أسأل ثم رجع فقال يا محمد إن ربك يأمرك أن تصل من قطعك ، وتعطى من حرمك ، وتعفو عمن ظلمك ، وعن جعفر الصادق : أمر اللَّه نبيه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فيها بمكارم الأخلاق ، وهي على هذا ثابتة الحكم وهو الصحيح ، وقيل كانت مداراة للكفار ، ثم نسخت بالقتال * ( وإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ ) * نزغ الشيطان وسوسته بالتشكيك في الحق والأمر بالمعاصي أو تحريك الغضب ، فأمر اللَّه بالاستعاذة منه عند ذلك ، كما ورد في الحديث أن رجلا اشتد غضبه فقال رسول اللَّه صلَّى اللَّه تعالى عليه واله وسلَّم : إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما به : نعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم [1] * ( طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ ) * معناه لمة منه ، كما جاء : « إنّ للشيطان لمة وللملك لمة » [2] ، ومن قرأ طائف بالألف ، فهو اسم فاعل ومن قرأ طيف [3] بياء ساكنة ، فهو مصدر أو تخفيف من طيف المشدّد ، كميّت وميت * ( تَذَكَّرُوا ) * حذف مفعوله ليعم كل ما يذكر من خوف عقاب اللَّه ، أو رجاء ثوابه أو مراقبته والحياء منه ، أو عداوة الشيطان والاستعاذة منه والنظر والاعتبار وغير ذلك * ( فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ ) * هو من بصيرة القلب * ( وإِخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ) * الضمير في إخوانهم للشياطين ، وأريد بقوله : طائف من الشيطان : الجنس ، ولذلك أعيد عليه ضمير الجماعة وإخوانهم هم الكفار ، ومعنى يمدّونهم : يكونون مددا لهم : يعضدونهم ، وضمير المفعول في يمدّونهم للكفار ، وضمير الفاعل للشيطان ، ويحتمل أن يريد بالإخوان :
الشياطين ، ويكون الضمير في إخوانهم للكفار ، والمعنى على الوجهين : أنّ الكفار يمدّهم الشيطان وقرئ يمدّونهم بضم الياء [4] وفتحها ، والمعنى واحد ، وفي الغيّ : يتعلق بيمدّونهم ، وقيل : يتعلق بإخوانهم كما تقول إخوة في اللَّه ، أو في الشيطان * ( ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ ) * أي لا يقصر الشياطين عن إمداد إخوانهم الكفار ، أو لا يقصر الكفار عن غيهم ، وفي الآية من إدراك البيان لزوم ما لا يلزم بالتزام الصاد قبل الراء في مبصرون ولا يقصرون * ( وَإِذا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قالُوا لَوْ لا اجْتَبَيْتَها ) * الضمير في لم تأتهم للكفار ، ولولا هنا عوض ،



[1] . رواه أحمد عن معاذ بن جبل بألفاظ قريبة ج 5 ص 304 .
[2] . ذكره المناوي في التيسير وعزاه للترمذي والنسائي وابن حبان عن مسعود الترمذي : حسن غريب .
[3] . هي قراءة ابن كثير وأبو عمرو ومعنى : طيف : خاطرة من الشيطان .
[4] . هي قراءة نافع فقط .

318

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 318
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست