responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 317


فكيف يعبد العبد مع ربه * ( فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا ) * أمر على جهة التعجيز * ( أَ لَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها ) * وما بعده : معناه أن الأصنام جمادات عادمة للحس والجوارح والحياة والقدرة ، ومن كان كذلك : لا يكون إلها ، فإن من وصف الإله الإدراك والحياة والقدرة وإنما جاء هذا البرهان بلفظ الاستفهام ، لأن المشركين مقرّون أن أصنامهم لا تمشي ولا تبطش ، ولا تبصر ، ولا تسمع ، فلزمته الحجة ، والهمزة في قوله « ألهم » للاستفهام مع التوبيخ ، وأم في المواضع الثلاثة تضمنت معنى الهمزة ، ومعنى بل وليست عاطفة * ( قُلِ ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلا تُنْظِرُونِ ) * المعنى : استنجدوا أصنامكم لمضرتي والكيد عليّ ، ولا تؤخروني ، فإنكم وأصنامكم لا تقدرون على مضرتي ، ومقصد الآية الردّ عليهم ببيان عجز أصنامهم وعدم قدرتها على المضرة ، وفيها إشارة إلى التوكل على اللَّه والاعتصام به وحده ، وأن غيره لا يقدر على شيء ثم أفصح بذلك في قوله * ( إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّه ) * الآية : أي هو حافظي وناصري منكم فلا تضرونني ، ولو حرصتم أنتم وآلهتكم على مضرتي ، ثم وصف اللَّه بأنه الذي نزّل الكتاب ، وبأنه يتولى الصالحين ، وفي هذين الوصفين استدلال على صدق النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بإنزال الكتاب عليه ، وبأن اللَّه تولى حفظه ، ومن تولى حفظه فهو من الصالحين ، والصالح لا بد أن يكون صادقا في قوله ولا سيما فيما يقوله عن اللَّه * ( والَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِه لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ ) * الآية : ردّ على المشركين ، وقد تقدّم معناه * ( وإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَسْمَعُوا ) * يحتمل أن يريد الأصنام فيكون تحقيرا لهم ، وردّا على من عبدها ، فإنها جمادات لا تسمع شيئا ، فيكون المعنى كالذي تقدّم ، أو يريد الكفار ، ووصفهم بأنهم لا يسمعون يعني سماعا ينتفعون به ، لإفراط نفورهم ، أو لأن اللَّه طبع على قلوبهم * ( وتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وهُمْ لا يُبْصِرُونَ ) * إن كان هذا من وصف الأصنام ، فقوله : ينظرون مجاز ، وقوله : لا يبصرون حقيقة ، لأن لهم صورة الأعين وهم لا يرون بها شيئا ، وإن كان من وصف الكفار فينظرون حقيقة ولا يبصرون مجازا على وجه المبالغة كما وصفهم بأنهم لا يسمعون * ( خُذِ الْعَفْوَ ) * فيه قولان : أحدهما أن المعنى خذ من الناس في أخلاقهم وأقوالهم ومعاشرتهم ما تيسر لا ما يشق عليهم ، لئلا ينفروا فالعفو على هذا بمعنى السهل والصفح عنهم ، وهو ضد الجهل والتكليف كقول الشاعر :
* خذي العفو منّي تستديمي مودتي * والآخر أن المعنى من الصدقات ما سهل على الناس في أموالهم أو ما فضل لهم ، وذلك قبل فرض الزكاة ، فالعفو على هذا بمعنى السهل أو بمعنى الكثرة * ( وأْمُرْ بِالْعُرْفِ ) *

317

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 317
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست