نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 319
وفي معنى اجتبيتها قولان : أحدهما اخترعتها من قبل نفسك ، فالآية على هذا من القرآن ، وكان النبي صلَّى اللَّه تعالى عليه وعلى اله وسلَّم يتأخر عنه الوحي أحيانا ، فيقول الكفار : هلا جئت بقرآن من قولك ، والآخر معناه : طلبتها من اللَّه ، وتخيرتها عليه ، فالآية على هذا معجزة ، أي يقولون : اطلب المعجزة من اللَّه * ( قُلْ إِنَّما أَتَّبِعُ ما يُوحى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي ) * معناه : لا أخترع القرآن على القول الأول ، ولا أطلب آية من اللَّه على القول الثاني * ( هذا بَصائِرُ ) * أي علامات هدى والإشارة إلى القرآن * ( وإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَه وأَنْصِتُوا ) * فيه ثلاثة أقوال : أحدها أن الإنصات المأمور به هو لقراءة الإمام في الصلاة ، والثاني أنه الإنصات للخطبة ، والثالث : أنه الإنصات لقراءة القرآن على الإطلاق وهو الراجح لوجهين : أحدهما أن اللفظ عام ولا دليل على تخصيصه ، والثاني أن الآية مكية ، والخطبة إنما شرعت بالمدينة * ( لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) * قال بعضهم : الرحمة أقرب شيء إلى مستمع القرآن لهذه الآية * ( واذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ ) * يحتمل أن يريد الذكر بالقلب دون اللسان ، أو الذكر باللسان سرا ، فعلى الأول يكون قوله : ودون الجهر من القول عطف متغاير أي حالة أخرى ، وعلى الثاني يكون بيانا وتفسيرا للأول * ( بِالْغُدُوِّ والآصالِ ) * أي في الصباح والعشي والآصال جمع أصل والأصل جمع أصيل قيل : المراد صلاة الصبح والعصر ، وقيل : فرض الخمس والأظهر الإطلاق * ( إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ ) * هم الملائكة عليهم السلام ، وفي ذكرهم تحريض للمؤمنين وتعريض للكفار * ( ولَه يَسْجُدُونَ ) * قدم المجرور لمعنى الحصر أي لا يسجدون إلا للَّه ، واللَّه أعلم .
319
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 319