responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 316


أَثْقَلَتْ ) * أي ثقل حملها وصارت به ثقيلة * ( لَئِنْ آتَيْتَنا صالِحاً ) * أي ولدا صالحا سالما في بدنه * ( فَلَمَّا آتاهُما صالِحاً جَعَلا لَه شُرَكاءَ فِيما آتاهُما ) * أي لما آتاهما ولدا صالحا كما طلبا :
جعل أولادهما له شركاء فالكلام على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه ، وكذلك فيما آتاهما : أي فيما آتى أولادهما وذريتهما ، وقيل : إن حواء لما حملت جاءها إبليس وقال لها : إن أطعتيني وسميت ما في بطنك عبد الحارث ، فسأخلصه لك ، وكان اسم إبليس الحارث ، وإن عصيتني في ذلك قتلته ، فأخبرت بذلك آدم ، فقال لها إنه عدوّنا الذي أخرجنا من الجنة ، فلما ولدت مات الولد ثم حملت مرة أخرى فقال لها إبليس مثل ذلك ، فعصته فمات الولد ثم حملت مرة ثالثة فسمياه عبد الحارث طمعا في حياته ، فقوله : جعلا له شركاء فيما آتاهما : أي في التسمية لا غير ، لا في عبادة غير اللَّه ، والقول الأول أصح لثلاثة أوجه : أحدها أنه يقتضي براءة آدم وزوجه من قليل الشرك وكثيره ، وذلك هو حال الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، والثاني أنه يدل على أن الذين أشركوا هم أولاد آدم وذريته لقوله تعالى : * ( فَتَعالَى اللَّه عَمَّا يُشْرِكُونَ ) * بضمير الجمع ، والثالث أن ما ذكروا من قصة آدم وتسمية الولد عبد الحارث يفتقر إلى نقل بسند صحيح ، وهو غير موجود في تلك القصة ، وقيل : من نفس واحدة قصي بن كلاب وزوجته وجعلا له شركاء أي : سموا أولادهما عبد العزى وعبد الدار وعبد مناف ، وهذا القول بعيد لوجهين أحدهما أن الخطاب على هذا خاص بذرية قصي من قريش والظاهر أن الخطاب عام لبني آدم ، والآخر أن قوله : وجعل منها زوجها ، فإن هذا يصح في حواء لأنها خلقت من ضلع آدم ، ولا يصح في زوجة قصي * ( أَ يُشْرِكُونَ ما لا يَخْلُقُ شَيْئاً وهُمْ يُخْلَقُونَ ) * هذه الآية ردّ على المشركين من بني آدم ، والمراد بقوله : ما لا يخلق شيئا الأصنام وغيرها مما عبد من دون اللَّه ، والمعنى : أنها مخلوقة غير خالقة ، واللَّه تعالى خالق غير مخلوق فهو الإله وحده * ( ولا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً ولا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ ) * يعني أن الأصنام لا ينصرون من عبدهم ، ولا ينصرون أنفسهم فهم في غاية العجز والذلة ، فكيف يكونون آلهة * ( وإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَتَّبِعُوكُمْ ) * [1] يعني : أن الأصنام لا تجيب إذا دعيت إلى أن تهدى أو إلى أن تهدي ، لأنها جمادات * ( سَواءٌ عَلَيْكُمْ أَ دَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صامِتُونَ ) * تأكيد وبيان لما قبلها ، فإن قيل : لم قال : أم أنتم صامتون فوضع الجملة الاسمية موضع الجملة الفعلية وهلا قال أو صمتم ؟ فالجواب إن صمتم عن دعاء الأصنام كانت حالة مستمرة ، فعبر هنا بجملة اسمية لتقتضي الاستمرار على ذلك * ( إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّه عِبادٌ أَمْثالُكُمْ ) * رد على المشركين بأن آلهتهم عباد



[1] . قرأ نافع يتبعوكم بالتخفيف وقرأ الباقون : بالتشديد يتّبعوكم .

316

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 316
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست