responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 314


وإنما المعنى نفيها عما ينفع في الدين * ( ولِلَّه الأَسْماءُ الْحُسْنى ) * قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم : إن للَّه تسعة وتسعون اسما من أحصاها دخل الجنة [1] . وسبب نزول الآية : أن أبا جهل لعنه اللَّه سمع بعض الصحابة يقرأ فيذكر اللَّه مرة ، والرحمن أخرى ، فقال : يزعم محمد أنّ الإله واحد وها هو يعبد آلهة كثيرة ، فنزلت الآية مبينة أنّ تلك الأسماء الكثيرة هي لمسمى واحد ، والحسنى مصدر وصف به أو تأنيث أحسن وحسن أسماء اللَّه هي أنها صفة مدح وتعظيم وتحميد * ( فَادْعُوه بِها ) * أي سموه بأسمائه ، وهنا إباحة لإطلاق الأسماء على اللَّه تعالى ، فأما ما ورد منها في القرآن أو الحديث ، فيجوز إطلاقه على اللَّه إجماعا وأما ما لم يرد وفيه مدح لا تتعلق به شبهة ، فأجاز أبو بكر بن الطيب إطلاقه على اللَّه ومنع ذلك أبو الحسن الأشعري وغيره ، ورأوا أن أسماء اللَّه موقوفة على ما ورد في القرآن والحديث ، وقد ورد في كتاب الترمذي عدّتها أعني تعيين التسعة والتسعين ، واختلف المحدثون هل تلك الأسماء المعدودة فيه مرفوعة إلى النبي صلَّى اللَّه تعالى عليه وعلى اله وسلَّم أو موقوفة على أبي هريرة ، وإنما الذي ورد في الصحيح كونها تسعة وتسعين من غير تعيين * ( وذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِه ) * قيل : معنى ذروا : اتركوهم ، لا تحاجوهم ولا تتعرّضوا لهم ، فالآية على هذا منسوخة بالقتال ، وقيل : معنى ذروا الوعيد والتهديد كقوله : وذرني والمكذبين [ المزمل : 11 ] وهو الأظهر لما بعده وإلحادهم في أسماء اللَّه : هو ما قال أبو جهل فنزلت الآية بسببه ، وقيل : تسميته بما لا يليق ، وقيل : تسمية الأصنام باسمه كاشتقاقهم اللات من اللَّه ، والعزى من العزيز * ( ومِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ ) * الآية روي أنّ النبي صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم قال : هذه الآية لكم ، وقد تقدّم مثلها لقوم موسى * ( سَنَسْتَدْرِجُهُمْ ) * الاستدراج استفعال من الدرجة ، أي : نسوقهم إلى الهلاك شيئا بعد شيء وهم لا يشعرون ، والإملاء هو الإمهال مع إرادة العقوبة * ( إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ) * سمى فعله بهم كيدا لأنه شبيه بالكيد في أن ظاهره إحسان وباطنه خذلان * ( أَ ولَمْ يَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ ) * يعني بصاحبهم النبي صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم ، فنفى عنه ما نسب له المشركون من الجنون ، ويحتمل أن يكون قوله : ما بصاحبهم من جنة معمولا لقوله أو لم يتفكروا فيوصل به ، والمعنى : أو لم يتفكروا فيعلمون أن ما بصاحبكم من جنة ، ويحتمل أن يكون الكلام قد تم في قوله : أو لم يتفكروا ثم ابتدأ إخبارا استئنافا لقوله : ما بصاحبكم من جنة ، والأوّل أحسن * ( أَ ولَمْ يَنْظُرُوا ) * يعني نظر استدلال * ( ما خَلَقَ اللَّه ) * عطف على الملكوت ويعني بقوله من شيء : جميع المخلوقات إذ



[1] . رواه أحمد عن أبي هريرة ج 2 ص 661 .

314

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 314
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست