responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 313


موسى عليه السلام إلى ملك مدين داعيا إلى اللَّه ، فرشاه الملك وأعطاه الملك على أن يترك دين موسى ويتابع الملك على دينه ففعل ، وأضل الناس بذلك وقال ابن عباس : هو رجل من الكنعانيين اسمه بلعم بن باعوراء كان عنده اسم اللَّه الأعظم ، فلما أراد موسى قتال الكنعانيين وهم الجبارون : سألوا من بلعم أن يدعو باسم اللَّه الأعظم على موسى وعسكره فأبى ، فألحوا عليه حتى دعا عليه ألا يدخل المدينة ودعا عليه موسى فالآيات التي أعطيها على هذا القول : هي اسم اللَّه الأعظم وعلى قول ابن مسعود هي ما علمه موسى من الشريعة ، وقيل : كان عنده من صحف إبراهيم ، وقال عبد اللَّه بن عمرو بن العاصي : هو أمية بن أبي الصلت ، وكان قد أوتي علما وحكمة وأراد أن يسلم قبل غزوة بدر ، ثم رجع عن ذلك ومات كافرا ، وفيه قال النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم كاد أمية بن أبي الصلت أن يسلم ، فالآية على هذا ما كان عنده من العلم ، والانسلاخ عبارة عن البعد والانفصال منها كالانسلاخ من الثياب والجلد * ( ولَوْ شِئْنا لَرَفَعْناه بِها ) * أي لرفعنا منزلته بالآيات التي كانت عنده * ( ولكِنَّه أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ ) * عبارة عن فعله لما سقطت به منزلته عند اللَّه * ( فَمَثَلُه كَمَثَلِ الْكَلْبِ ) * أي صفته كصفة الكلب ، وذلك غاية في الخسة والرداءة * ( إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْه يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْه يَلْهَثْ ) * اللهث هو تنفس بسرعة وتحريك أعضاء الفم وخروج اللسان ، وأكثر ما يعتري ذلك الحيوانات مع الحر والتعب ، وهي حالة دائمة للكلب ، ومعنى إن تحمل عليه إن تفعل معه ما يشق عليه من طرد أو غيره أو تتركه دون أن تحمل عليه ، فهو يلهث على كل حال ، ووجه تشبيه ذلك الرجل به أنه إن وعظته فهو ضال وإن لم تعظه فهو ضال ، فضلالته على كل حال كما أنّ لهث الكلب على كل حال . وقيل : إنّ ذلك الرجل خرج لسانه على صدره فصار مثل الكلب في صورته ولهثه حقيقة * ( ذلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا ) * أي صفة المكذبين كصفة الكلب في لهثه ، وكصفة الرجل المشبه به لأنهم إن أنذروا لم يهتدوا ، وإن تركوا لم يهتدوا ، وشبههم بالرجل في أنهم رأوا الآيات والمعجزات فلم تنفعهم ، كما أنّ الرجل لم ينفعه ما كان عنده من الآيات * ( ساءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وأَنْفُسَهُمْ ) * الآية : قدم هذا المفعول للاختصاص والحصر * ( كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ والإِنْسِ ) * هم الذين علم اللَّه أنهم يدخلون النار بكفرهم ، فأخبر أنه خلقهم لذلك كما جاء في قوله : هؤلاء للجنة ولا أبالي ، وهؤلاء للنار ولا أبالي * ( لا يُبْصِرُونَ بِها ) * ليس المعنى نفي السمع والبصر جملة ،

313

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 313
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست