responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 312


الذين يمسكون بالكتاب * ( وإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ ) * أي اقتلعنا الجبل ورفعناه فوق بني إسرائيل وقلنا لهم : خذوا التوراة حين أبوا من أخذها ، وقد تقدم في [ البقرة : 93 ] تفسير الظلة وخذوا ما آتيناكم بقوة * ( وإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) * [1] * ( وأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ ) * الآية : في معناها قولان :
أحدهما أن اللَّه لما خلق آدم أخرج ذريته من صلبه وهم مثل الذر ، وأخذ عليهم العهد بأنه ربهم ، فأقروا بذلك والتزموه ، روى هذا المعنى عن النبي صلَّى اللَّه تعالى عليه واله وسلَّم من طرق كثيرة وقال به جماعة من الصحابة وغيرهم .
والثاني أن ذلك من باب التمثيل ، وأن أخذ الذرية عبارة عن إيجادهم في الدنيا وأما إشهادهم فمعناه أن اللَّه نصب لبني آدم الأدلة على ربوبيته فشهدت بها عقولهم ، فكأنه أشهدهم على أنفسهم ، وقال لهم : ألست بربكم وكأنهم قالوا بلسان الحال : بلى أنت ربنا ، والأول هو الصحيح لتواتر الأخبار به ، إلا أن ألفاظ الآية لا تطابقه بظاهرها ، فلذلك عدل عنه من قال بالقول الآخر ، وإنما تطابقه بتأويل وذلك أن أخذ الذرية إنما كان من صلب آدم ، ولفظ الآية يقتضي أن أخذ الذرية من بني آدم ، والجمع بينهما أنه ذكر بني آدم في الآية والمراد آدم كقوله : ولقد خلقناكم ثم صورناكم : الآية ، وعلى تأويل لقد خلقنا أباكم آدم في صورته ، وقال الزمخشري : إن المراد ببني آدم أسلاف اليهود ، والمراد بذريتهم من كان في عصر النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، وفي الصحيح المشهور أن المراد جمع بني آدم حسبما ذكرناه * ( قالُوا بَلى شَهِدْنا ) * قولهم بلى : إقرار منهم بأن اللَّه ربهم ، فإن تقديره : أنت ربنا ، فإن بلى بعد التقرير تقتضي الإثبات ، بخلاف نعم فإنها إذا وردت بعد الاستفهام تقتضي الإيجاب ، وإذا وردت بعد التقرير تقتضي النفي ، ولذلك قال ابن عباس في هذه الآية : لو قالوا : نعم لكفروا ، وأما قولهم : شهدنا فمعناه شهدنا بربوبيتك ، فهو تحقيق لربوبية اللَّه وأداء لشهادتهم بذلك عند اللَّه ، وقيل : إن شهدنا من قول اللَّه والملائكة أي شهدنا على بني آدم باعترافهم * ( أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ ) * في موضع مفعول من أجله : أي فعلنا ذلك كراهية أن تقولوا ، فهو من قول اللَّه لا من قولهم ، وقرئ بالتاء على الخطاب لبني آدم ، وبالياء [2] على الإخبار عنهم * ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناه آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها ) * قال ابن مسعود : هو رجل من بني إسرائيل بعثه



[1] . قرأ نافع وابن عامر وأبو عمر : ذريّاتهم ، وقرأ أهل مكة والكوفة : ذريّتهم .
[2] . هي قراءة أبو عمرو .

312

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 312
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست