responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 308


لك منه ، فأدخلني كنيسة فإذا تراب عظيم ملقى ، فجاءني بزنبيل ومجرفة فقال لي : أنقل ما هاهنا فجعلت أنظر كيف أصنع ، فلما كان من الهاجرة وافاني وعليه ثوب أرى سائر جسده منه ، فقال : أإنك على ما أرى ما نقلت شيئا ، ثم جمع يديه فضرب بهما دماغي فقلت :
واثكل أمك يا عمر ، أبلغت ما أرى ثم وثبت إلى المجرفة فضربت بها هامته فنشرت دماغه ثم واريته في التراب وخرجت على وجهي لا أدري أين أسير ، فسرت بقية يومي وليلتي من الغد إلى الهاجرة فانتهيت إلى دير فاستظللت بفنائه فخرج إليّ رجل منه فقال لي يا عبد اللَّه ما يقعدك هنا ؟ فقلت : أضللت أصحابي ، فقال لي ما أنت على طريق وإنك لتنظر بعيني خائف ، فادخل فأصب من الطعام واسترح . فدخلت فأتاني بطعام وشراب وأطعمني ، ثم صعد فيّ النظر وصوّبه ، فقال : قد علم واللَّه أهل الكتاب أنه ما على الأرض أعلم بالكتاب مني ، وإني لأرى صفتك الصفة التي تخرجنا من هذا الدير ، وتغلبنا عليه ، فقلت : يا هذا لقد ذهبت بي في غير مذهب ، فقال لي ما اسمك فقلت عمر بن الخطاب ، فقال : أنت واللَّه صاحبنا ، فاكتب لي على ديري هذا وما فيه ، فقلت : يا هذا إنك قد صنعت إليّ صنيعة فلا تكررها ، فقال إنما هو كتاب في رق ، فإن كنت صاحبنا فذلك ، وإلا لم يضرك شيء فكتب [1] له على ديره وما فيه ، فأتاني بثياب ودراهم فدفعها إليّ ثم أوكف أتانا فقال لي :
أتراها فقلت : نعم ، قال سر عليها ، فإنك لا تمر بقوم إلا سقوها وعلفوها وأضافوك ، فإذا بلغت مأمنك فاضرب وجهها مدبرة فإنهم يفعلون بها كذلك حتى ترجع إليّ . قال فركبتها فكان كما قال ، حتى لحقت بأصحابي وهم متوجهون إلى الحجاز ، فضربتها مدبرة وانطلقت معهم .
فلما وافى عمر الشام في زمان خلافته جاءه ذلك الراهب بالكتاب وهو صاحب دير العرس فلما رآه عرفه ، فقال : قد جاء ما لا مذهب لعمر عنه ، ثم أقبل على أصحابه فحدثهم بحديثه فلما فرغ منه أقبل على الراهب فقال : هل عندكم من نفع للمسلمين ، قال :
نعم يا أمير المؤمنين ، قال إن أضفتم المسلمين ومرضتموهم وأرشدتموهم فعلنا ذلك . قال :
نعم يا أمير المؤمنين فوفى له عمر رضي اللَّه عنه ورحمه .
وعن سيف يرفعه إلى سالم بن عبد اللَّه قال : لما دخل عمر الشام تلقاه رجل من يهود دمشق فقال : السلام عليك يا فاروق ، أنت صاحب إيلياء واللَّه لا ترجع حتى يفتح اللَّه إيلياء .
ومن ذلك أن عمرو بن العاصي قدم المدينة بعد وفاة رسول اللَّه صلَّى اللَّه تعالى عليه واله وسلَّم ، وكان رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم قد أرسله إلى عمان واليا عليها ، فجاءه يوما يهودي من يهود عمان فقال له : أنشدك باللَّه ، من أرسلك إلينا ؟ فقال له : رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، فقال اليهودي : واللَّه إنك لتعلم أنه رسول اللَّه قال عمرو : نعم ، فقال اليهودي :



[1] . الصواب : فكتبت .

308

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 308
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست