responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 301


اللَّه الجبل مثالا لموسى ، وقال قوم : المعنى سأتجلى لك على الجبل وهذا ضعيف يبطله قوله : فلما تجلى ربه للجبل فإذا تقرر هذا ، فقوله تعالى : لن تراني نفي للرؤية ، وليس فيه دليل على أنها محال ، فإنه إنما جعل علة النفي عدم إطاقة موسى الرؤية لا استحالتها ، ولو كانت الرؤية مستحيلة ، لكان في الجواب زجر وإغلاظ كما قال اللَّه لنوح : فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِه عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ ) * [ هود : 46 ] ، فهذا المنع من رؤية اللَّه إنما هو في الدنيا لضعف البنية البشرية عن ذلك ، وأما في الآخرة ، فقد صرح بوقوع الرؤية كتاب اللَّه وسنة رسوله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، فلا ينكرها إلا مبتدع ، وبين أهل السنة والمعتزلة في مسألة الرؤية تنازع طويل ، وفي هذه القصة قصص كثيرة تركتها لعدم صحتها ، ولما فيه من الأقوال الفاسدة * ( جَعَلَه دَكًّا ) * أي مدكوكا فهو مصدر بمعنى مفعول كقولك : ضربت الأمير [1] ، والدك والدق : أخوان ، وهو التفتت ، وقرئ : دكاء بالمد والهمز [2] أي أرضا دكا وقيل ذهب أعلى الجبل وبقي أكثره ، وقيل تفتت حتى صار غبارا ، وقيل ساخ في الأرض وأفضى إلى البحر * ( وخَرَّ مُوسى صَعِقاً ) * أي مغشيا عليه * ( تُبْتُ إِلَيْكَ ) * معناه تبت من سؤال الرؤية في الدنيا وأنا لا أطيقها * ( وأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ) * أي أول قومه أو أهل زمانه ، أو على وجه المبالغة في السبق إلى الإيمان * ( اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسالاتِي وبِكَلامِي ) * هو عموم يراد به الخصوص ، فإنّ جميع الرسل قد شاركوه في الرسالة ، واختلف هل كلم اللَّه غيره من الرسل أم لا ، والصحيح : أنه كلم نبينا محمدا صلَّى اللَّه تعالى عليه واله وسلم ليلة الإسراء * ( فَخُذْ ما آتَيْتُكَ ) * تأديبا أي اقنع بما أعطيتك من رسالتي وكلامي ولا تطلب غير ذلك * ( وكَتَبْنا لَه فِي الأَلْواحِ ) * أي ألواح التوراة وكانت سبعة ، وقيل : عشرة وقيل : اثنان وقيل : كانت من زمردة وقيل : من ياقوت ، وقيل : من خشب * ( مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ) * عموم يراد به الخصوص فيما يحتاجون إليه في دينهم ، وكذلك تفصيلا لكل شيء ، وموضع كل شي نصب على أنه مفعول كتبنا ، وموعظة بدل منه * ( فَخُذْها بِقُوَّةٍ ) * أي بجدّ وعزم ، والضمير للتوراة * ( يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِها ) * أي فيها ما هو حسن وأحسن منه كالقصاص مع العفو ، وكذلك سائر المباحات مع المندوبات * ( سَأُرِيكُمْ دارَ الْفاسِقِينَ ) * أي دار فرعون وقومه وهو مصر ، ومعنى أريكم كيف أقفرت منهم لما هلكوا ، وقيل : منازل عاد وثمود ومن هلك من الأمم المتقدّمة ليعتبروا بها ، وقيل : جهنم ، وقرأ ابن عباس : سأورثكم بالثاء المثلثة من الوراثة ، وهي على



[1] . قوله : « ضربت الأمير » ، لم يتضح لي مراده من هذا المثال .
[2] . وهي قراءة حمزة والكسائي فقط .

301

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 301
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست