responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 295


ويوعدونهم إن اتبعوه * ( وتَصُدُّونَ ) * أي تمنعون الناس عن سبيل اللَّه وهو الإيمان ، والضمير في به للصراط أو للَّه * ( تَبْغُونَها عِوَجاً ) * ذكر في [ آل عمران : 99 ] * ( أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا ) * أي ليكونن أحد الأمرين : إما إخراجهم ، أو عودهم إلى ملة الكفر ، فإن قيل : إن العود إلى الشيء يقتضي أنه قد كان فعل قبل ذلك فيقتضي قولهم : لتعودن في ملتنا أن شعيبا ومن كان معه كانوا أولا على ملة قومهم ، ثم خرجوا منها فطلب قومهم أن يعودوا إليها وذلك محال ، فإن الأنبياء معصومون من الكفر قبل النبوة وبعدها فالجواب من وجهين : أحدهما قاله ابن عطية وهو أن عاد قد تكون بمعنى صار ، فلا يقتضي تقدم ذلك الحال الذي صار إليه ، والثاني : قاله الزمخشري وهو أن المراد بذلك الذين آمنوا بشعيب دون شعيب ، وإنما أدخلوه في الخطاب معهم بذلك كما أدخلوه في الخطاب معهم في قولهم : لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك ، فغلبوا في الخطاب بالعود الجماعة على الواحد ، وبمثل ذلك يجاب عن قوله : إن عدنا في ملتكم ، وما يكون لنا أن نعود فيها * ( قالَ أَ ولَوْ كُنَّا كارِهِينَ ) * الهمزة للاستفهام والإنكار ، والواو للحال ، تقديره : أنعود في ملتكم ويكون لنا أن نعود فيها ونحن كارهون * ( قَدِ افْتَرَيْنا عَلَى اللَّه كَذِباً إِنْ عُدْنا فِي مِلَّتِكُمْ ) * أي إن عندنا فيها فقد وقعنا في أمر عظيم من الافتراء على اللَّه ، وذلك تبرأ من العود فيها * ( وما يَكُونُ لَنا أَنْ نَعُودَ فِيها إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّه رَبُّنا ) * هذا استسلام لقضاء اللَّه على وجه التأدب مع اللَّه وإسناد الأمور إليه ، وذلك أنه لما تبرأ من ملتهم : أخبر أن اللَّه يحكم عليهم بما يشاء من عود وتركه فإن القلوب بيده يقلبها كيف يشاء ، فإن قلت : إن ذلك يصح في حق قومه ، وأما في حق نفسه فلا فإنه معصوم من الكفر ؟ فالجواب : أنه قال ذلك تواضعا وتأدبا مع اللَّه تعالى ، واستسلاما لأمره كقول نبينا صلَّى اللَّه عليه وسلَّم « يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك » [1] مع أنه قد علم أنه يثبته * ( رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا ) * أي احكم * ( كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا ) * أي كأن لم يقيموا في ديارهم



[1] . رواه أحمد عن أنس ج 3 ص 141 .

295

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 295
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست