responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 279


من التحريم ، وفي ذلك تعريض بكذب من حرم ما لم يحرم اللَّه * ( فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ واسِعَةٍ ) * أي إن كذبوك فيما أخبرت به من التحريم فقل لهم : ربكم ذو رحمة واسعة إذ لا يعاجلكم بالعقوبة على شدة جرمكم ، وهذا كما تقول عند رؤية معصية : ما أحلم اللَّه ! تريد لإمهاله عن مثل ذلك ثم أعقب وصفه بالرحمة الواسعة بقوله * ( ولا يُرَدُّ بَأْسُه عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ) * أي لا تغتروا بسعة رحمته ، فإنه لا يرد بأسه عن مثلكم إما في الدنيا أو في الآخرة * ( سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شاءَ اللَّه ما أَشْرَكْنا ) * الآية : معناها أنهم يقولون : إن شركهم وتحريمهم لما حرموا كان بمشيئة اللَّه ولو شاء اللَّه أن لا يفعلوا ذلك ما فعلوه ، فاحتجوا على ذلك بإرادة اللَّه له ، وتلك نزغة جبرية ، ولا حجة لهم في ذلك ، لأنهم مكلفون مأمورون ألا يشركوا باللَّه ، ولا يحللوا ما حرم اللَّه ولا يحرموا ما حلل اللَّه ، والإرادة خلاف التكليف ، ويحتمل عندي أن يكون قولهم : « لو شاء اللَّه » قولا يقولونه في الآخرة على وجه التمني أن ذلك لم يكن ، كقولك إذا ندمت على شيء : لو شاء اللَّه ما كان هذا .
أي يتمنى أن ذلك لم يكن ، ويؤيد هذا أنه حكى قولهم بأداة الاستقبال ، وهي السين ، فذلك دليل على أنهم يقولونه في المستقبل وهي الآخرة * ( قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ ) * توقيف لهم وتعجيز * ( قُلْ فَلِلَّه الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ ) * لما أبطل حجتهم أثبت حجة اللَّه ليظهر الحق ويبطل الباطل * ( هَلُمَّ ) * قيل : هي بمعنى هات فهي متعدية ، وقيل : بمعنى أقبل فهي غير متعدية ، وهي عند بعض العرب فعل يتصل به ضمير الاثنين والجماعة والمؤنث ، وعند بعضهم :
اسم فعل فيخاطب بها الواحد والاثنان والجماعة والمؤنث على حد سواء ، ومقصود الآية تعجيزهم عن إقامة الشهداء * ( فَإِنْ شَهِدُوا فَلا تَشْهَدْ مَعَهُمْ ) * أي إن كذبوا في شهادتهم وزوروا فلا تشهد بمثل شهادتهم . .
* ( قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ) * أمر اللَّه نبيه صلَّى اللَّه تعالى عليه واله وسلَّم أنه يدعو جميع الخلق إلى سماع تلاوة ما حرم عليهم وذكر في هذه الآيات المحرمات التي أجمعت عليها جميع الشرائع ولم تنسخ قط في ملة ، وقال ابن عباس : هي الكلمات [ أو الوصايا العشر ] التي أنزل اللَّه على موسى * ( أَلَّا تُشْرِكُوا بِه شَيْئاً ) * قيل : أن [1] هنا حرف



[1] . أن هي المدغمة مع لا : ألَّا .

279

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 279
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست