responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 271


أَثْمَرَ ويَنْعِه ) * أي انظروا إلى ثمره أول ما يخرج ضعيفا لا منفعة فيه ، ثم ينتقل من حال إلى حال حتى يينع أي ينضج ويطيب * ( شُرَكاءَ الْجِنَّ ) * نصب الجنّ على أنه مفعول أول لجعلوا وشركاء مفعول ثان ، وقدم لاستعظام الإشراك ، أو شركاء مفعول أول ، واللَّه في موضع المفعول الثاني والجنّ بدل من شركاء والمراد بهم هنا : الملائكة ، وذلك ردا على من عبدهم وقيل : المراد الجن ، والإشراك بهم طاعتهم * ( وخَلَقَهُمْ ) * الواو للحال ، والمعنى الرد عليهم : أي جعلوا للَّه شركاء ، وهو خلقهم ، والضمير عائد على الجنّ ، أو على الجاعلين ، والحجة قائمة على الوجهين * ( وخَرَقُوا لَه بَنِينَ وبَناتٍ ) * أي اختلقوا وزوّروا ، والبنين : قول النصارى في المسيح ، واليهود في عزير ، والبنات قول العرب في الملائكة * ( بِغَيْرِ عِلْمٍ ) * أي قالوا ذلك بغير دليل ولا حجة بل مجرد افتراء * ( بَدِيعُ ) * ذكر معناه في [ البقرة : 117 ] ورفعه على أنه خبر ابتداء مضمر أو مبتدأ وخبره : أنى يكون ، وفاعل تعالى ، والقصد به الرد على من نسب للَّه البنين والبنات ، وذلك من وجهين : أحدهما أن الولد لا يكون إلا من جنس والده ، واللَّه تعالى متعال عن الأجناس ، لأنه مبدعها ، فلا يصح أن يكون له ولد والآخر : أن اللَّه خلق السماوات والأرض ومن كان هكذا فهو غني عن الولد وعن كل شيء * ( فَاعْبُدُوه ) * مسبب عن مضمون الجملة أي من كان هكذا فهو المستحق للعبادة وحده * ( لا تُدْرِكُه الأَبْصارُ ) * يعني في الدنيا وأما في الآخرة ، فالحق أن المؤمنين يرون ربهم بدليل قوله : إلى ربها ناظرة ، وقد جاءت في ذلك أحاديث صحيحة صريحة ، لا تحتمل التأويل ، وقالت الأشعرية إن رؤية اللَّه تعالى في الدنيا جائزة عقلا ، لأن موسى سألها من اللَّه ، ولا يسأل موسى ما هو محال ، وقد اختلف الناس هل رأى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه واله وسلَّم ربه ليلة الإسراء أم لا [1] * ( وهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصارَ ) * قال بعضهم : الفرق بين الرؤية والإدراك أن الإدراك يتضمن الإحاطة بالشيء والوصول إلى غايته ، فلذلك نفى أن تدرك أبصار الخلق ربهم ، ولا يقتضي ذلك نفي الرؤية وحسن على هذا قوله : وهو يدرك الأبصار لإحاطة علمه تعالى بالخفيات * ( اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) * أي لطيف عن أن تدركه الأبصار وهو الخبير بكل شيء ، وهو يدرك الأبصار * ( قَدْ جاءَكُمْ بَصائِرُ ) * جمع بصيرة ، وهو نور القلب ، والبصر نور العين ، وهذا الكلام على لسان النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وما أنا عليك بحفيظ



[1] . روى مسلم في كتاب الإيمان رقم 291 ج 1 / 161 عن أبي ذر قال : سألت رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : هل رأيت ربك قال : نور أنّى أراه قال المازري : النور منعني من الرؤية .

271

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 271
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست