responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 267


وجه الرد عليهم والتوبيخ لهم ، وهذا أرجح لقوله بعد ذلك * ( إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ) * ولا يتصور أن يقول ذلك وهو منفرد في الغار لأن ذلك يقتضي محاجة وردّا على قومه ، وذلك أنهم كانوا يعبدون الأصنام والشمس والقمر والكواكب ، فأراد أن يبين لهم الخطأ في دينهم ، وأن يرشدهم إلى أن هذه الأشياء لا يصح أن يكون واحدا منها إلها ، لقيام الدليل على حدوثها . وأن الذي أحدثها ودبر طلوعها وغروبها وأفولها هو الإله الحق وحده ، وقوله : هذا ربي قول من ينصف خصمه ، مع علمه أنه مبطل لأن ذلك أدعى إلى الحق وأقرب إلى رجوع الخصم ، ثم أقام عليهم الحجة بقوله . لا أُحِبُّ الآفِلِينَ ) * : أي لا أحب عبادة المتغيرين لأن التغير دليل على الحدوث ، والحدوث ليس من صفة الإله ، ثم استمرّ على ذلك المنهاج في القمر وفي الشمس ، فلما أوضح البرهان ، وأقام عليهم الحجة ، جاهرهم بالبراءة من باطلهم ، فقال : * ( إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ) * ، ثم أعلن لعبادته للَّه وتوحيده له فقال : * ( إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ والأَرْضَ ) * ، ووصف اللَّه تعالى بوصف يقتضي توحيده وانفراده بالملك ، فإن قيل : لم احتج بالأفول دون الطلوع ، وكلاهما دليل على الحدوث لأنهما انتقال من حال إلى حال ؟ فالجواب أنه أظهر في الدلالة ، لأنه انتقال مع اختفاء واحتجاب * ( أَ تُحاجُّونِّي فِي اللَّه ) * أي في الإيمان باللَّه وفي توحيده ، والأصل أتحاجونني بنونين وقرئ بالتشديد على إدغام أحدهما في الآخر ، وبالتخفيف [1] على حذف أحدهما واختلف هل حذفت الأولى أو الثانية * ( ولا أَخافُ ما تُشْرِكُونَ بِه ) * ما هنا الذي ويريد بها الأصنام ، وكانوا قد خوفوه أن تصيبه أصنامهم بضر ، فقال : لا أخاف منهم لأنهم لا يقدرون على شيء * ( إِلَّا أَنْ يَشاءَ رَبِّي شَيْئاً ) * استثناء منقطع بمعنى لكن : أي إنما أخاف من ربي إن أراد بي شيئا * ( وكَيْفَ أَخافُ ما أَشْرَكْتُمْ ) * أي كيف أخاف شركاءكم الذين لا يقدرون على شيء ؟ وأنتم لا تخافون ما فيه كل خوف ، وهو إشراككم باللَّه وأنتم تنكرون عليّ الأمن في موضع الأمن ، ولا تنكرون على أنفسكم الأمن في موضع الخوف ؟ ثم أوقفهم على ذلك بقوله فأيّ الفريقين أحق بالأمن ؟ يعني فريق المؤمنين ، وفريق الكافرين ، ثم أجاب عن السؤال بقوله * ( الَّذِينَ آمَنُوا ) * الآية وقيل : إن الذين آمنوا : استئناف وليس من



[1] . أتحاجوني : هي قراءة نافع وابن عامر والباقون بالتّشديد كما في المصحف أتحاجّونّي .

267

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 267
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست