responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 260


على ذلك ، فاستسلم لأمر اللَّه ، والنفق في الأرض معناه : منفذ تنفذ منه إلى ما تحت الأرض ، وحذف جواب إن لفهم المعنى * ( ولَوْ شاءَ اللَّه لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدى ) * حجة لأهل السنة على القدرية * ( فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجاهِلِينَ ) * أي من الذين يجهلون أن اللَّه لو شاء لجمعهم على الهدى * ( إِنَّما يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ) * المعنى إنما يستجيب لك الذين يسمعون فيفهمون ويعقلون * ( والْمَوْتى يَبْعَثُهُمُ اللَّه ) * فيها ثلاث تأويلات : أحدهما أن الموتى عبارة عن الكفار بموت قلوبهم ، والبعث يراد به الحشر يوم القيامة ، فالمعنى أن الكفار في الدنيا كالموتى في قلة سمعهم وعدم فهمهم ، فيبعثهم اللَّه في الآخرة ، وحينئذ يسمعون ، والآخر أن الموتى عبارة عن الكفار ، والبعث عبارة عن هدايتهم للفهم والسمع والثالث أن الموتى على حقيقته ، والبعث على حقيقته فهو إخبار عن بعث الموتى يوم القيامة * ( وقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْه آيَةٌ مِنْ رَبِّه ) * الضمير في قالوا للكفار ، ولولا عرض ، والمعنى : أنهم طلبوا أن يأتي النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بآية على نبوّته ، فإن قيل : فقد أتى بآية ومعجزاته كثيرة فلم طلبوا آية ؟ فالجواب من وجهين : أحدهما أنهم لم يعتدوا بما أتى به ، وكأنه لم يأت بشيء عندهم لعنادهم وجحدهم ، والآخر أنهم إنما طلبوا آية تضطرهم إلى الإيمان من غير نظر ولا تفكر * ( قُلْ إِنَّ اللَّه قادِرٌ عَلى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً ) * جواب على قولهم ، وقد حكي هذا القول عنهم في مواضع من القرآن وأجيب عليه بأجوبة مختلفة ، منها ما يقتضي الردّ عليهم في طلبهم الآيات فإنه قد أتاهم بآيات وتحصيل الحاصل لا ينبغي كقوله : قَدْ بَيَّنَّا الآياتِ ) * ، وكقوله : أَ ولَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ ) * [ العنكبوت : 51 ] ، ومنها ما يقتضي الإعراض عنهم ، لأن الخصم إذا تبين عناده سقطت مكالمته ، ويحتمل أن يكون من هذا قوله : * ( إِنَّ اللَّه قادِرٌ عَلى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً ) * ، ويحتمل أيضا أن يكون معناه قادر على أن ينزل آية تضطرهم إلى الإيمان * ( ولكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ) * حذف مفعول يعلمون ، وهو يحتمل وجهين :
أحدهما لا يعلمون أن اللَّه قادر ، والآخر لا يعلمون أن اللَّه إنما منع الآيات التي تضطرهم إلى الإيمان لمصالح العباد ، فإنهم لو رأوها ولم يؤمنوا لعوقبوا بالعذاب * ( بِجَناحَيْه ) * تأكيد وبيان وإزالة للاستعارة المتعاهدة في هذه اللفظة ، فقد يقال : طائر للسعد والنحس * ( أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ ) * أي في الخلق والرزق ، والحياة والموت ، وغير ذلك ، ومناسبة ذكر هذا لما قبله من وجهين : أحدهما أنه تنبيه على مخلوقات اللَّه تعالى ، فكأنه يقول : تفكروا في مخلوقاته ، ولا تطلبوا غير ذلك من الآيات ، والآخر : تنبيه على البعث ، كأنه يقول : جميع الدواب والطير يحشر يوم القيامة كما تحشرون أنتم ، وهو أظهر لقوله بعده : ثم إلى ربهم يحشرون * ( ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ) * أي ما غفلنا ، والكتاب هنا هو اللوح المحفوظ ، والكلام

260

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 260
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست