responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 259


يقتضي ذلك وإن لم يجر لها ذكر ، وقيل : الساعة أي فرطنا في شأنها ، والاستعداد لها ، والأول أظهر وهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ عَلى ظُهُورِهِمْ ) * كناية عن تحمل الذنوب ، وقال :
على ظهورهم ، لأن العادة حمل الأثقال على الظهور ، وقيل : إنهم يحملونها على ظهورهم حقيقة ، وروي في ذلك أن الكافر يركبه عمله بعد أن يتمثل له في أقبح صورة ، وأن المؤمن يركب عمله بعد أن يتصوّر له في أحسن صورة أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ ) * إخبار عن سوء ما يفعلون من الأوزار * ( قَدْ نَعْلَمُ إِنَّه لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ ) * قرأ نافع يحزن حيث وقع بضم الياء من أحزن ، إلا قوله : لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ ) * ، وقرأ الباقون بفتح الياء من حزن الثلاثي وهو أشهر في اللغة والذي يقولون : قولهم إنه ساحر ، شاعر ، كاهن * ( فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ ) * من قرأ بالتشديد فالمعنى : لا يكذبونك معتقدين لكذبك ، وإنما هم يجحدون بالحق مع علمهم به ، ومن قرأ بالتخفيف [1] ، فقيل : معناه لا يجدونك كاذبا ، يقال : أكذبت فلانا إذا وجدته كاذبا ، كما يقال : أحمدته إذا وجدته محمودا ، وقيل : هو بمعنى التشديد ، يقال :
كذب فلان فلانا وأكذبه بمعنى واحد ، وهو الأظهر لقوله بعد هذا يجحدون ، ويؤيد هذا ما روي أنها نزلت في أبي جهل فإنه قال لرسول اللَّه صلَّى اللَّه تعالى عليه وعلى اله وسلَّم : إنا لا نكفر بك ولكن نكذب ما جئت به ، وأنه قال للأخنس بن شريق : واللَّه إن محمدا لصادق ، ولكني أحسده على الشرف * ( ولكِنَّ الظَّالِمِينَ ) * أي : ولكنهم ووضع الظاهر موضع المضمر للدلالة على أنهم ظلموا في جحودهم * ( ولَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ ) * الآية : تسلية للنبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، وحضّ له على الصبر ، ووعد له بالنصر * ( ولا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِ اللَّه ) * أي لمواعيده لرسله كقوله : ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ ) * [ الصافات :
172 ] ، وفي هذا تقوية للوعد * ( ولَقَدْ جاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ ) * أي من أخبارهم ويعني بذلك صبرهم ثم نصرهم ، وهذا أيضا تقوية للوعد والحض على الصبر ، وفاعل جاءك محذوف تقديره نبأ أو خلاف ، وقيل هو المجرور * ( وَإِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْراضُهُمْ ) * الآية :
مقصودها حمل النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم على الصبر ، والتسليم لما أراد اللَّه بعباده من إيمان أو كفر ، فإنه صلَّى اللَّه تعالى عليه واله وسلَّم كان شديد الحرص على إيمانهم ، فقيل له : إن استطعت أن تدخل في الأرض أو تصعد إلى السماء فتأتيهم بآية يؤمنون بسببها ، فافعل وأنت لا تقدر



[1] . أي : لا يكذبونك وهي قراءة نافع والكسائي .

259

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 259
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست