responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 258


السهيلي : حيث ما ورد في القرآن أساطير الأولين ، فإن قائلها هو النضر بن الحارث ، وكان قد دخل بلد فارس وتعلم أخبار ملوكهم ، فكان يقول حديثي أحسن من حديث محمد * ( وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْه ويَنْأَوْنَ عَنْه ) * هم عائد على الكفار ، والضمير في عنه عائد على القرآن ، والمعنى وهم ينهون الناس عن الإيمان ، وينأون هم عنه أي يبعدون ، والنأي هو البعد ، وقيل الضمير في عنه يعود على النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، ومعنى ينهون عنه ينهون الناس عن أذاه ، وهم مع ذلك يبعدون عنه ، والمراد بالآية على هذا أبو طالب ومن كان معه : يحمي النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، ولا يسلم وفي قوله : ينهون وينأون ضرب من ضروب التجنيس * ( ولَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ ) * جواب لو محذوف هنا ، وفي قوله : * ( ولَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلى رَبِّهِمْ ) * ، وإنما حذف ليكون أبلغ ما يقدره السامع : أي لو ترى لرأيت أمرا شنيعا هائلا ، ومعنى وقفوا حبسوا ، قاله ابن عطية ، ويحتمل أن يريد بذلك إذا ادخلوا النار ، وإذا عاينوها وأشرفوا عليها ، ووضع إذ موضع إذا لتحقيق وقوع الفعل حتى كأنه ماض * ( يا لَيْتَنا نُرَدُّ ولا نُكَذِّبَ ) * قرئ [1] برفع نكذب ونكون على الاستئناف والقطع على التمني ، ومثّله سيبويه بقولك : دعني ولا أعود أي وأنا لا أعود ، ويحتمل أن يكون حالا تقديره نرد غير مكذبين ، أو عطف على نرد ، وقرئ بالنصب بإضمار أن بعد الواو في جواب التمني * ( بَلْ بَدا لَهُمْ ما كانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ ) * المعنى ظهر لهم يوم القيامة في صحائفهم ما كانوا يخفون في الدنيا من عيوبهم وقبائحهم ، وقيل : هي في أهل الكتاب أي بدا لهم ما كانوا يخفون من أمر محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، وقيل : هي في المنافقين أي بدا لهم ما كانوا يخفون من الكفر ، وهذان القولان بعيدان ، فإن الكلام أوله ليس في حق المنافقين ولا أهل الكتاب ، وقيل : إن الكفار كانوا إذا وعظهم النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم خافوا وأخفوا ذلك الخوف لئلا يشعر بها أتباعهم ، فظهر لهم ذلك يوم القيامة * ( ولَوْ رُدُّوا لَعادُوا ) * إخبار بأمر لا يكون لو كان كيف كان يكون وذلك مما انفرد اللَّه بعلمه * ( وإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ ) * يعني في قولهم : ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين ، ولا يصح أن يرجع إلى قولهم : يا ليتنا نردّ ، لأن التمني لا يحتمل الصدق ولا الكذب * ( وقالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا ) * حكاية عن قولهم في إنكار البعث الأخروي * ( قالَ أَ لَيْسَ هذا بِالْحَقِّ ) * تقرير لهم وتوبيخ قالُوا يا حَسْرَتَنا عَلى ما فَرَّطْنا فِيها ) * الضمير فيها للحياة الدنيا لأن المعنى



[1] . قرأها هكذا ما عدا ابن عامر ، وحمزة وحفص . وقرأها الباقون بالرفع في نرد ، ولا نكذب ، ونكون .

258

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 258
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست