responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 257


المشركين على شركهم ، ثم تبرأ من ذلك بقوله : لا أشهد ، ثم شهد اللَّه بالوحدانية ، وروي أنها نزلت بسبب قوم من الكفار أتوا رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فقالوا : يا محمد ما تعلم مع اللَّه إلها آخر * ( يَعْرِفُونَه كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمُ ) * تقدّم في البقرة [ 146 ] * ( الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ) * الذين مبتدأ وخبره فهم لا يؤمنون وقيل : الذين نعت للذين آتيناهم الكتاب وهو فاسد ، لأن أوتوا الكتاب ما استشهد بهم هنا إلا ليقيم الحجة على الكفار * ( ومَنْ أَظْلَمُ ) * لفظه استفهام ومعناه لا أحد أظلم * ( مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّه ) * وذلك تنصل من الكذب على اللَّه ، وإظهاره لبراءة رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم مما نسبوه إليه من الكذب ، ويحتمل أن يريد بالافتراء على اللَّه ما نسب إليه الكفار من الشركاء والأولاد * ( أَوْ كَذَّبَ بِآياتِه ) * أي علاماته وبراهينه * ( أَيْنَ شُرَكاؤُكُمُ ) * يقال لهم ذلك على وجه التوبيخ * ( تَزْعُمُونَ ) * أي تزعمون أنهم آلهة فحذفه لدلالة المعنى عليه ، والعامل في يوم نحشرهم محذوف * ( ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ ) * الفتنة هنا تحتمل أن تكون بمعنى الكفر ، أي لم تكن عاقبة كفرهم إلا جحوده والتبرؤ منه ، وقيل :
فتنتهم معذرتهم ، وقيل : كلامهم ، وقرئ فتنتهم بالنصب [1] على خبر كان واسمها أن قالوا ، وقرئ بالرفع على اسم كان وخبرها أن قالوا * ( واللَّه رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ ) * جحود لشركهم ، فإن قيل : كيف يجحدونه وقد قال اللَّه ولا يكتمون اللَّه حديثا ؟ فالجواب أن ذلك يختلف باختلاف طوائف الناس واختلاف المواطن ، فيكتم قوم ويقر آخرون ، ويكتمون في موطن ويقرون في موطن آخر ، لأن يوم القيامة طويل وقد قال ابن عباس لما سئل عن هذا السؤال : إنهم جحدوا طمعا في النجاة ، فختم اللَّه على أفواههم ، وتكلمت جوارحهم فلا يكتمون اللَّه حديثا * ( ومِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ ) * الضمير عائد على الكفار ، وأفرد يستمع وهو فعل جماعة حملا على لفظ من * ( وجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوه ) * أكنة جمع كنان ، وهو الغطاء ، وأن يفقهوه في موضع مفعول من أجله تقديره : كراهة أن يفقهوه ، ومعنى الآية : أن اللَّه حال بينهم وبين فهم القرآن إذا استمعوه ، وعبر بالأكنة والوقر مبالغة ، وهي استعارة * ( أَساطِيرُ الأَوَّلِينَ ) * أي قصصهم وأخبارهم ، وهو جمع أسطار وأسطورة قال



[1] . وهي قراءة نافع وأبو عمرو وأبو بكر . وقرأ حفص وابن كثير وابن عامر بالرفع .

257

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 257
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست