نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 251
المقالة صدرت منهم في أوّل الأمر قبل أن يروا معجزات عيسى * ( قالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْها ) * أي أكلا نتشرف به بين الناس ، وليس مرادهم شهوة البطن * ( وتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنا ) * أي نعاين الآية فيصير إيماننا بالضرورة والمشاهدة ، فلا تعرض لنا الشكوك التي تعرض في الاستدلال * ( ونَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنا ) * ظاهره يقوي قول من قال إنهم إنما قالوا ذلك قبل تمكن إيمانهم ، ويحتمل أن يكون المعنى نعلم علما ضروريا لا يحتمل الشك * ( ونَكُونَ عَلَيْها مِنَ الشَّاهِدِينَ ) * أي نشهد بها عند من لم يحضرها من الناس * ( قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنا أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ ) * أجابهم عيسى إلى سؤال المائدة من اللَّه ، وروي أنه لبس جبة شعر ورداء شعر ، وقام يصلي ويدعو ويبكي * ( تَكُونُ لَنا عِيداً لأَوَّلِنا وآخِرِنا ) * قيل : نتخذ يوم نزولها عيدا يدور كل عام لأول الأمة ، ثم لمن بعدهم ، وقال ابن عباس : المعنى تكون مجتمعا لجميعنا أوّلنا وآخرنا في يوم نزولها خاصة لا عيدا يدور * ( وآيَةً مِنْكَ ) * أي علامة على صدقي * ( قالَ اللَّه إِنِّي مُنَزِّلُها عَلَيْكُمْ ) * أجابهم اللَّه إلى ما طلبوا ، ونزلت المائدة عليها سمك وخبز ، وقيل زيتون وتمر ورمان وقال ابن عباس : كان طعام المائدة ينزل عليهم حيثما نزلوا وفي قصة المائدة قصص كثيرة غير صحيحة * ( فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُه عَذاباً ) * عادة اللَّه عز وجل عقاب من كفر بعد اقتراح آية فأعطيته ، ولما كفر بعض هؤلاء مسخهم اللَّه خنازير ، قال عبد اللَّه بن عمر : أشدّ الناس عذابا يوم القيامة من كفر من أصحاب المائدة وآل فرعون والمنافقون . . * ( وَإِذْ قالَ اللَّه يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَ أَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّه ) * قال ابن عباس والجمهور : هذا القول يكون من اللَّه يوم القيامة على رؤوس الخلائق ، ليرى الكفار تبرئة عيسى مما نسبوه إليه ، ويعلمون أنهم كانوا على باطل ، وقال السدّي : لما رفع اللَّه عيسى إليه قالت النصارى ما قالوا ، وزعموا أن عيسى أمرهم بذلك ، وسأل اللَّه حينئذ عن ذلك ، فقال : سبحانك الآية ، فعلى هذا يكون إذ قال ماضيا في معناه كما هو لفظه ، وعلى قول ابن عباس يكون بمعنى المستقبل * ( ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ) * نفي يعضده دليل العقل لأنّ المحدث لا يكون إلها * ( إِنْ كُنْتُ قُلْتُه فَقَدْ عَلِمْتَه ) * اعتذار وبراءة من ذلك القول ، ووكل العلم إلى اللَّه لتظهر براءته ، لأن اللَّه علم أنه لم يقل ذلك * ( تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي ولا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ ) * أي تعلم معلومي ولا أعلم معلومك ، ولكنه سلك باللفظ مسلك المشاكلة ، فقال في نفسك مقابلة لقوله في نفسي ، وبقية قوله تعظيما للَّه ، وإخبار بما
251
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 251