نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 250
الكاف أيضا ، لأنها بمعنى مثل وإن شئت قلت : هو في الموضعين عائد على الموصوف المحذوف الذي وصف بقوله كهيئة فتقديره في التأنيث صورة ، وفي التذكير شخصا أو خلقا وشبه ذلك ، وقيل : المؤنث يعود على الهيئة والمذكر يعود على الطير ، والطين ، وهو بعيد في المعنى * ( بِإِذْنِي ) * كرره مع كل معجزة ردّا على من نسب الربوبية إلى عيسى * ( وإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرائِيلَ عَنْكَ ) * يعني اليهود حين همّوا بقتله فرفعه اللَّه إليه * ( وإِذْ أَوْحَيْتُ ) * معطوف على ما قبله ، فهو من جملة نعم اللَّه على عيسى والوحي هنا يحتمل أن يكون وحي إلهام أو وحي كلام * ( واشْهَدْ ) * يحتمل أن يكون خطابا للَّه تعالى أو لعيسى عليه السلام * ( إِذْ قالَ الْحَوارِيُّونَ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ) * نداؤهم له باسمه : دليل على أنهم لم يكونوا يعظمونه كتعظيم المسلمين لمحمد صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم ، فإنهم كانوا لا ينادونه باسمه ، وإنما يقولون : يا رسول اللَّه يا نبي اللَّه ، وقولهم ابن مريم : دليل على أنهم كانوا يعتقدون فيه الاعتقاد الصحيح من نسبته إلى أمّ دون والد ، بخلاف ما اعتقده النصارى * ( هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ ) * ظاهر هذا اللفظ أنهم شكّوا في قدرة اللَّه تعالى على إنزال المائدة وعلى هذا أخذه الزمخشري ، وقال ما وصفهم اللَّه بالإيمان ، ولكن حكى دعواهم في قولهم : آمنا . وقال ابن عطية وغيره : ليس كذلك لأنهم شكوا في قدرة اللَّه ، لكنه بمعنى هل يفعل ربك هذا ، وهل يقع منه إجابة إليه ، وهذا أرجح ، لأن اللَّه أثنى على الحواريين في مواضع من كتابه ، مع أنّ في اللفظ بشاعة تنكر ، وقرئ تستطيع [1] بتاء الخطاب ربك بالنصب أي هل تستطيع سؤال ربك ، وهذه القراءة لا تقتضي أنهم شكوا ، وبها قرأت عائشة رضي اللَّه عنها ، وقالت : كان الحواريون أعرف بربهم من أن يقولوا : هل يستطيع ربك * ( أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ ) * موضع أن مفعول بقوله يستطيع على القراءة بالياء ، ومفعول بالمصدر ، وهو السؤال المقدّر على القراءة بالتاء ، والمائدة هي التي عليها طعام ، فإن لم يكن عليها طعام فهي خوان * ( قالَ اتَّقُوا اللَّه إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) * فقوله لهم : اتقوا اللَّه يحتمل أن يكون زجرا عن طلب المائدة ، واقتراح الآيات ، ويحتمل أن يكون زجرا عن الشك الذي يقتضيه قولهم : هل يستطيع ربك على مذهب الزمخشري ، أو عن البشاعة التي في اللفظ وإن لم يكن فيه شك ، وقوله : إن كنتم مؤمنين : هو على ظاهره على مذهب الزمخشري ، وأما على مذهب ابن عطية وغيره ، فهو تقرير لهم كما تقول : افعل كذا إن كنت رجلا ، ومعلوم أنه رجل ، وقيل : إنّ هذه