responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 252


قال الناس في الدنيا * ( أَنِ اعْبُدُوا ) * أن حرف عبارة وتفسير أو مصدرية بدل من الضمير في به * ( إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) * فيها سؤالان الأول كيف قال وإن تغفر لهم وهم كفار والكفار لا يغفر لهم ؟ والجواب أن المعنى تسليم الأمر إلى اللَّه ، وأنه إن عذب أو غفر فلا اعتراض عليه ، لأن الخلق عباده ، والمالك يفعل في ملكه ما يشاء ، ولا يلزم من هذا وقوع المغفرة للكفار ، وإنما يقتضي جوازها في حكمة اللَّه تعالى وعزته ، وفرق بين الجواز والوقوع ، وأما على قول من قال : إن هذا الخطاب لعيسى عليه السلام حين رفعه اللَّه إلى السماء ، فلا إشكال ، لأن المعنى إن تغفر لهم بالتوبة ، وكانوا حينئذ أحياء ، وكل حيّ معرض للتوبة ، السؤال الثاني : ما مناسبة قوله : فإنك أنت العزيز الحكيم ، لقوله : وإن تغفر لهم والأليق مع ذكر المغفرة أن لو قيل : فإنك أنت الغفور الرحيم ؟ والجواب من ثلاثة أوجه . الأول يظهر لي أنه لما قصد التسليم للَّه والتعظيم له ، كان قوله : فإنك أنت العزيز الحكيم أليق ، فإن الحكمة تقتضي التسليم له ، والعزة تقتضي التعظيم له ، فإن العزيز هو الذي يفعل ما يريد ولا يغلبه غيره ، ولا يمتنع عليه شيء أراده ، فاقتضى الكلام تفويض الأمر إلى اللَّه في المغفرة لهم أو عدم المغفرة لأنه قادر على كلا الأمرين لعزته وأيهما فعل فهو جميل لحكمته . الجواب الثاني : قاله شيخنا الأستاذ أبو جعفر بن الزبير : إنما لم يقل الغفور الرحيم لئلا يكون في ذلك تعريض في طلب المغفرة لهم . فاقتصر على التسليم والتفويض دون الطلب . إذ لا تطلب المغفرة للكفار ، وهذا قريب من قولنا . الثالث حكى شيخنا الخطيب أبو عبد اللَّه بن رشيد عن شيخه إمام البلغاء في وقته حازم بن حازم أنه كان يقف على قوله : * ( إِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ ) * ويجعل فإنك أنت العزيز استئنافا وجواب إن في قوله فإنهم عبادك كأنه قال إن تعذبهم وإن تغفر لهم فإنهم عبادك على كل حال .
* ( هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ) * عموم في جميع الصادقين ، وخصوصا في عيسى ابن مريم فإن في ذلك إشارة إلى صدقه في الكلام الذي حكاه اللَّه عنه ، وقرأ غير نافع بقية القراء هذا يوم بالرفع على الابتداء أو الخبر ، وقرأ نافع بالنصب وفيه وجهان : أحدهما : أن يكون يوم ظرف لقال ، فعلى هذا لا تكون الجملة معمول القول ، وإنما معموله هذا خاصة والمعنى قال اللَّه هذا القصص أو الخبر في يوم ، وهذا بعيد مزيل لرونق الكلام ، والآخر أن يكون هذا مبتدأ ، ويوم في موضع خبره والعامل فيه محذوف تقديره هذا واقع يوم ينفع الصادقين صدقهم ، ولا يجوز أن يكون يوم مبنيا على قراءة نافع ، لأنه أضيف إلى معرب ، قاله الفارسي والزمخشري .

252

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 252
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست