نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 238
الجود ، وروي أنّ اليهود أصابتهم سنة جهد فقالوا هذه المقالة الشنيعة ، وكان الذي قالها فنحاص ، ونسبت إلى جملة اليهود ، لأنهم رضوا بقوله * ( غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ ) * يحتمل أن يكون دعاء أو خبرا ، ويحتمل أن يكون في الدنيا أو في الآخرة ، فإن كان في الدنيا ، فيحتمل أن يراد به البخل أو غل أيديهم في الأسر ، وإن كان في الآخرة ، فهل جعل الأغلال في جهنم * ( بَلْ يَداه مَبْسُوطَتانِ ) * عبارة عن إنعامه وجوده ، وإنما ثنيت اليدان هنا وأفردت في قول اليهود : يد اللَّه مغلولة ، ليكون ردّا عليهم ومبالغة في وصفه تعالى بالجود : كقول العرب : فلان يعطي بكلتا يديه إذا كان عظيم السخاء * ( كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّه ) * إيقاد النار عبارة عن محاولة الحرب ، وإطفاؤها عبارة عن خذلانهم وعدم نصرهم ، ويحتمل أن يراد بذلك أسلافهم ، أو يراد من كان معاصرا للنبي صلَّى اللَّه عليه وعلى اله وسلَّم منهم ، ومن يأت بعدهم ، فيكون على هذا إخبار بغيب ، وبشارة للمسلمين . * ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتابِ آمَنُوا ) * الآية : يحتمل أن يراد أسلافهم والمعاصرون للنبي صلى اللَّه تعالى عليه وعلى اله وسلَّم ، فيكون على هذا ترغيبا لهم في الإيمان والتقوى * ( ولَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ والإِنْجِيلَ ) * إقامتها بالعلم والعمل وذكر الإنجيل دليل على دخول النصارى في لفظ أهل الكتاب * ( لأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ ومِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ) * قيل : من فوقهم عبارة عن المطر ، ومن تحت أرجلهم : عبارة عن النبات والزرع ، وقيل : ذلك استعارة في توسعة الرزق من كل وجه * ( أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ ) * أي معتدلة ، ويراد به من أسلم منهم : كعبد اللَّه بن سلام ، وقيل من لم يعاد الأنبياء المتقدمين * ( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) * أمر بتبليغ جميع ما أوحي إليه على الاستيفاء والكمال ، لأنه كان قد بلغ وإنما أمر هنا ألا يتوقف عن شيء مخافة أحد * ( وإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَه ) * هذا وعيد على تقدير عدم التبليغ ، وفي ارتباط هذا الشرط مع جوابه قولان : أحدهما أن المعنى إن تركت منه شيئا ، فكأنك لم تبلغ شيئا ، وصار ما بلغت لا يعتد به ، فمعنى إن لم تفعل : إن لم تستوف التبليغ على الكمال ، والآخر أن المعنى إن لم تبلغ الرسالة وجب عليك عقاب من كتمها ، ووضع السبب موضع المسبب * ( واللَّه يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) * وعد وضمان للعصمة ، وكان رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يخاف أعداءه ويحترس منهم في غزواته وغيرها ، فلما نزلت هذه الآية قال : يا أيها الناس انصرفوا فإن اللَّه قد
238
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 238