نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 232
حد الزاني عندهم فقالوا : نجلدهما ونحمم وجوههما . فقال لهم رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم إن في التوراة الرجم ، فأنكروا ذلك ، فأمرهم أن يأتوا بالتوراة فقرأوها ، فجعل أحدهم يده على آية الرجم ، فقال له عبد اللَّه بن سلام ارفع يدك فرفع ، فإذا آية الرجم فأمر رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم باليهودي واليهودية فرجما ، فمعنى قولهم إن أوتيتم هذا فخذوه : إن أوتيتم هذا الذي ذكرتم من الجلد والتحميم تسويد الوجه بالقار فخذوه واعملوا به ، وإن لم تؤتوه أفتاكم محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بغيره فاحذروا * ( فِتْنَتَه ) * أي ضلالته في الدنيا أو عذابه في الآخرة * ( فِي الدُّنْيا خِزْيٌ ) * الذلة والمسكنة والجزية * ( سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ ) * إن كان الأول في اليهود فكررها هنا تأكيدا ، وإن كان الأول في المنافقين واليهود فهذا في اليهود خاصة * ( أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ ) * أي للحرام من الرشوة والربا وشبه ذلك * ( فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ ) * هذا تخيير للنبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم في أن يحكم بين اليهود أو يتركهم وهو أيضا يتناول الحاكم ، وقيل إنه منسوخ بقوله : وأن احكم بينهم بما أنزل اللَّه * ( وكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ ) * الآية : استبعاد لتحكيمهم النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وهم لا يؤمنون به ، مع أنهم يخالفون حكم التوراة التي يدعون الإيمان بها ، فمعنى ثم يتولون من بعد ذلك أي : يتولون عن اتباع حكم اللَّه في التوراة من بعد كون حكم اللَّه فيها موجودا عندهم ، ومعلوما في قضية الرجم وغيرها * ( وما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ) * يعني : أنهم لا يؤمنون بالتوراة وبموسى عليه السلام ، وهذا إلزام لهم لأن من خالف كتاب اللَّه وبدّله فدعواه الإيمان به باطلة * ( النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا ) * هم الأنبياء الذين بين موسى ومحمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، ومعنى أسلموا هنا أخلصوا للَّه وهو صفة مدح أريد به التعريض باليهود لأنهم بخلاف هذه الصفة ، وليس المراد هنا الإسلام الذي هو ضد الكفر لأن الأنبياء لا يقال فيهم : أسلموا على هذا المعنى ، لأنهم لم يكفروا قط ، وإنما هو كقول إبراهيم عليه السلام : أسلمت لرب العالمين ، وقوله تعالى فقل : أسلمت وجهي للَّه * ( لِلَّذِينَ هادُوا ) * متعلق بيحكم أي يحكم الأنبياء بالتوراة للذين هادوا ، ويحملونهم عليها ، ويتعلق بقوله فيه هدى ونور * ( بِمَا اسْتُحْفِظُوا ) * أي كلفوا حفظه ، والباء هنا سببية قاله الزمخشري ، ويحتمل أن تكون بدلا من المجرور في قوله يحكم بها * ( فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ ) * وما بعده خطابا لليهود ، ويحتمل أن تكون وصية للمسلمين يراد بها التعريض باليهود ، لأن ذلك من أفعالهم * ( ومَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ
232
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 232