نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 229
هابيل * ( سَوْأَةَ أَخِيه ) * أي عورته ، وخصت بالذكر لأنها أحق بالستر من سائر الجسد ، والضمير في أخيه عائد على ابن آدم ، ويظهر من هذه القصة أن هابيل كان أول من دفن من بني آدم * ( قالَ يا وَيْلَتى ) * أصله يا ويلتي ، ثم أبدل من الياء ألف وفتحت التاء وكذلك يا أسفا . ويا حسرتا * ( فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ ) * على ما وقع فيه من قتل أخيه ، واختلف في قابيل هل كان كافرا أو عاصيا ، والصحيح أنه لم يكن في تلك المدة كافرا لأنه قصد التقرب إلى اللَّه بالقربان ، وأصبح هنا وفي الموضع عبارة عن جميع الأوقات لا مختصة بالصباح * ( مِنْ أَجْلِ ذلِكَ ) * يتعلق بكتبنا ، وقيل بالنادمين ، وهو ضعيف * ( كَتَبْنا عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ ) * أي فرضنا عليهم أو كتبناه في كتبهم * ( بِغَيْرِ نَفْسٍ ) * معناه من غير أن يقتل نفسا يجب عليه القصاص * ( أَوْ فَسادٍ فِي الأَرْضِ ) * يعني الفساد الذي يجب به القتل كالحرابة * ( فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً ) * تمثيل قاتل الواحد بقاتل الجميع يتصور من ثلاث جهات إحداها : القصاص ، فإن القصاص في قاتل الواحد والجميع سواء . الثانية : انتهاك الحرمة والإقدام على العصيان ، والثالثة : الإثم والعذاب الأخروي . قال مجاهد : وعد اللَّه قاتل النفس بجهنم والخلود فيها ، والغضب واللعنة والعذاب العظيم ، فلو قتل جميع الناس لم يزد على ذلك ، وهذا الوجه هو الأظهر لأن القصد بالآية : تعظيم قتل النفس والتشديد فيه لينزجر الناس عنه ، وكذلك الثواب في إحيائها كثواب إحياء الجميع لتعظيم الأمر والترغيب فيه . وإحياؤها : هو إنقاذها من الموت كإنقاذ الحريق أو الغريق وشبه ذلك . وقيل : بترك قتلها ، وقيل : بالعفو إذا وجب القصاص * ( ولَقَدْ جاءَتْهُمْ ) * الضمير لبني إسرائيل . والمعنى تقبيح أفعالهم ، وفي ذلك إشارة إلى ما همّوا به من قتل رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم * ( إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللَّه ورَسُولَه ) * الآية : سببها عند ابن عباس : أن قوما من اليهود كان بينهم وبين رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم عهد فنقضوا العهد وقطعوا السبيل ، وقال جماعة : نزلت في نفر من عكل وعرينة أسلموا حسب الظاهر ثم إنهم قتلوا راعي النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وأخذوا إبله . ثم حكمها بعد ذلك في كل محارب ، والمحاربة عند مالك هي : حمل السلاح على الناس في بلد أو في خارج بلد ، وقال أبو حنيفة : لا يكون المحارب إلا خارج البلد ، وقوله : يحاربون اللَّه : تغليظ ومبالغة ، وقال بعضهم : تقديره يحاربون رسول اللَّه صلَّى اللَّه تعالى عليه وعلى اله وسلَّم وذلك ضعيف ، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام ذكر بعد ذلك وقيل : يحاربون عباد اللَّه
229
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 229