responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 228


أربعين : محرمة على الأصح ، فيجب وصله معه وقيل : العامل فيه يتيهون فعلى هذا يجوز الوقف على قوله محرمة عليهم ، وهذا ضعيف لأنه لا حامل على تقديم المعمول هنا مع أن القول الأوّل أكمل معنى لأنه بيان لمدّة التحريم والتيه * ( يَتِيهُونَ ) * أي يتحيرون ، وروي أنهم كانوا يسيرون الليل كله ، فإذا أصبحوا وجدوا أنفسهم في الموضع الذي كانوا فيه * ( فَلا تَأْسَ ) * أي لا تحزن والخطاب لموسى ، وقيل : لمحمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، ويراد بالفاسقين : من كان في عصره من اليهود * ( نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ ) * هما قابيل وهابيل * ( إِذْ قَرَّبا قُرْباناً ) * روي أن قابيل كان صاحب زرع فقرب أرذل زرعه ، وكان هابيل صاحب غنم فقرب أحسن كبش عنده ، وكانت العادة حينئذ أن يقرب الإنسان قربانه إلى اللَّه ويقوم يصلي ، فإذا نزلت نار من السماء وأكلت القربان فذلك دليل على القبول وإلا فلا قبول ، فنزلت النار فأخذت كبش هابيل ورفعته وتركت زرع قابيل فحسده قابيل فقتله * ( إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّه مِنَ الْمُتَّقِينَ ) * استدل بها المعتزلة وغيرهم على أن صاحب المعاصي لا يتقبل عمله ، وتأولها الأشعرية بأن التقوى هنا يراد بها تقوى الشرك * ( لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ ) * الآية ، قيل : معناها لئن بدأتني بالقتال لم أبدأك به ، وقيل : إن بدأتني بالقتال لم أدافعك ، ثم اختلف على هذا القول هل تركه لدفاعه عن نفسه تورعا وفضيلة ؟ وهو الأظهر والأشهر ، وكان واجبا عندهم أن لا يدافع أحد عن نفسه وهو قول مجاهد ، وأما في شرعنا فيجوز دفع الإنسان عن نفسه بل يجب * ( إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وإِثْمِكَ ) * الإرادة هنا ليست بإرادة محبة وشهوة ، وإنما هو تخيير في أهون الشرين كأنه قال : إن قتلتني ، فذلك أحب إلي من أن أقتلك كما ورد في الأثر : « كن عبد اللَّه المقتول ، ولا تكن عبد اللَّه القاتل » [1] ، وأما قوله بإثمي وإثمك فمعناه بإثم قتلي لك لو قتلتك ، وبإثم قتلك لي ، وإنما يحمل القاتل الإثمين ، لأنه ظالم ، فذلك مثل قوله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : « المتسابان ما قالا » [2] فهو على البادئ ، وقيل : بإثمي أي تحمل عني سائر ذنوبي ، لأن الظالم تجعل عليه في القيامة ذنوب المظلوم ، وبإثمك أي في قتلك لي ، وفي غير ذلك من ذنوبك * ( وذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ ) * يحتمل أن يكون من كلام هابيل ، أو استئنافا من كلام اللَّه تعالى * ( فَبَعَثَ اللَّه غُراباً ) * الآية : روي أن غرابين اقتتلا حتى قتل أحدهما الآخر ، ثم جعل القاتل يبحث عن التراب ويواري الميت ، وقيل : بل كان غرابا واحدا يبحث ويلقي التراب على



[1] . رواه أحمد من حديث خباب ج 5 / 148 .
[2] . رواه أحمد عن أبي هريرة ج 2 ص 645 .

228

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 228
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست