responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 216


ثلاثة أوجه : أحدها : أنهم قالوا ذلك على وجه التهكم والاستهزاء ، والثاني : أنهم قالوه على حسب اعتقاد المسلمين فيه كأنهم قالوا رسول اللَّه عندكم أو بزعمكم ، والثالث : أنه من قول اللَّه لا من قولهم فيوقف قبله ، وفائدة تعظيم ذنبهم وتقبيح قولهم إنا قتلناه * ( وما قَتَلُوه وما صَلَبُوه ) * ردّ عليه وتكذيب لهم وللنصارى أيضا في قولهم : إنه صلب حتى عبدوا الصليب من أجل ذلك . والعجب كل العجب من تناقضهم في قولهم إنه إله أو ابن إله ثم يقولون إنه صلب * ( ولكِنْ شُبِّه لَهُمْ ) * فيه تأويلان : أحدهما : ما ذكرناه من إلقاء شبهه على الحواري أو على اليهودي ، والآخر : أنّ معناه شبه لهم الأمر أي خلط لهم القوم الذين حاولوا قتله بأنهم قتلوا رجلا آخر وصلبوه ومنعوا الناس أن يقربوا منه ، حتى تغير بحيث لا يعرف ، وقالوا للناس : هذا عيسى ، ولم يكن عيسى ، فاعتقد الناس صدقهم وكانوا متعمدين للكذب * ( وإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيه لَفِي شَكٍّ مِنْه ) * روي أنه لما رفع عيسى وألقي شبهه على غيره فقتلوه ، قالوا : إن كان هذا المقتول عيسى فأين صاحبنا وإن كان هذا صاحبنا فأين عيسى ؟ فاختلفوا ، فقال بعضهم هو هو ، وقال بعضهم ليس هو ، فأجمعوا أن شخصا قتل ، واختلفوا من كان * ( إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِّ ) * استثناء منقطع لأنّ العلم تحقيق والظن تردّد ، وقال ابن عطية : هو متصل إذا الظن والعلم يجمعهما جنس المعتقدات ، فإن قيل : كيف وصفهم بالشك وهو تردّد بين احتمالين على السواء ثم وصفهم بالظنّ وهو ترجيح أحد الاحتمالين ؟
فالجواب أنهم كانوا على الشك ، ثم لاحت لهم أمارات فظنوا ، قاله الزمخشري ، وقد يقال : الظن بمعنى الشك وبمعنى الوهم الذي هو أضعف من الشك * ( وما قَتَلُوه يَقِيناً ) * أي ما قتلوه قتلا يقينا فإعراب يقينا على هذا صفة لمصدر محذوف ، وقيل : هي مصدر في موضع الحال : أي ما قتلوه متيقنين ، وقيل : هو تأكيد للنفي الذي في قوله : ما قتلوه أي يتقين نفي قتله ، وهو على هذا منصوب على المصدرية * ( بَلْ رَفَعَه اللَّه إِلَيْه ) * أي إلى سمائه وقد ورد في حديث الإسراء أنه في السماء الثانية * ( وإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِه قَبْلَ مَوْتِه ) * فيها تأويلان : أحدهما : أنّ الضمير في موته لعيسى ، والمعنى أنه كل أحد من أهل الكتاب يؤمن بعيسى حين ينزل إلى الأرض ، قبل أن يموت عيسى ، وتصير الأديان كلها حينئذ دينا واحدا ، وهو دين الإسلام ، والثاني أنّ الضمير في موته للكتاب الذي تضمنه قوله : وإن من أهل الكتاب التقدير : وإن من أهل الكتاب أحد إلَّا ليؤمن بعيسى ، ويعلم أنه نبي قبل أن يموت هذا الإنسان ، وذلك حين معاينة الموت ، وهو إيمان لا ينفعه ، وقد روي هذا المعنى عن ابن عباس وغيره ، وفي مصحف أبيّ بن كعب قبل موتهم ، وفي هذه القراءة تقوية للقول الثاني ، والضمير في به لعيسى على الوجهين ، وقيل : هو لمحمد صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم * ( وبِصَدِّهِمْ ) * يحتمل أن يكون بمعنى الإعراض ، فيكون كثيرا صفة لمصدر

216

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 216
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست