نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 215
بمحمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وغيره ، ومعنى التفريق بين اللَّه ورسله الإيمان به والكفر برسله ، وكذلك التفريق بين الرسل هو الكفر ببعضهم والإيمان ببعضهم ، فحكم اللَّه على من كان كذلك بحكم الكفر الحقيقي الكامل * ( والَّذِينَ آمَنُوا ) * الآية : في أمة محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم لأنهم آمنوا باللَّه وجميع رسله * ( يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ ) * الآية ، روي أن اليهود قالوا للنبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : لن نؤمن بك حتى تأتينا بكتاب من السماء جملة كما أتى موسى بالتوراة ، وقيل كتاب إلى فلان ، وكتاب إلى فلان بأنك رسول اللَّه ، وإنما طلبوا ذلك على وجه التعنت ، فذكر اللَّه سؤالهم من موسى ، وسوء أدبهم معه تسلية للنبي صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم بالتأسي بغيره ، ثم ذكر أفعالهم القبيحة ليبين أنّ كفرهم إنما هو عناد ، وقد تقدّم في البقرة ذكر طلبهم للرؤيا ، واتخاذهم العجل ، ورفع الطور فوقهم ، واعتدائهم في السبت وغير ذلك بما أشير إليه هنا * ( فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ ) * ما زائدة للتأكيد ، والباء تتعلق بمحذوف تقديره بسبب نقضهم فعلنا بهم ما فعلنا ، أو تتعلق بقوله حرمنا عليهم ، ويكون فبظلم على هذا بدلا من قوله : فبما نقضهم * ( بُهْتاناً عَظِيماً ) * هو أن رموا مريم بالزنا مع رؤيتهم الآية في كلام عيسى في المهد * ( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ) * عدّد اللَّه في جملة قبائحهم قولهم : إنا قتلنا المسيح لأنهم قالوها افتخارا وجرأة مع أنهم كذبوا في ذلك ، ولزمهم الذنب ، وهم لم يقتلوه لأنهم صلبوا الشخص الذي ألقى عليه شبهه ، وهم يعتقدون أنه عيسى ، وروي أن عيسى قال للحواريين أيكم يلقى عليه شبهي . فيقتل ويكون رفيقي في الجنة ، فقال أحدهم أنا فألقي عليه شبه عيسى فقتل على أنه عيسى » [1] وقيل بل دلّ على عيسى يهوديّ ، فألقى اللَّه شبه عيسى على اليهودي فقتل اليهودي ورفع عيسى إلى السماء حيا ، حتى ينزل إلى الأرض فيقتل الدجال * ( رَسُولَ اللَّه ) * إن قيل : كيف قالوا فيه رسول اللَّه ، وهم يكفرون به ويسبونه ؟ فالجواب من
[1] . أورد الطبري هذا الحديث بسنده عن القاسم بن أبي بزة وعن ابن جريج فلينظر هناك .
215
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 215