responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 205


واله وسلَّم بقتله ، والمتعمد عند الجمهور هو الذي يقصد القتل بحديدة أو حجر أو عصا أو غير ذلك ، وهذه الآية معطلة على مذهب الأشعرية وغيرهم ممن يقول : لا يخلد عصاة المؤمنين في النار ، واحتج بها المعتزلة وغيرهم ممن يقول بتخليد العصاة في النار لقوله :
خالدا فيها وتأولها الأشعرية بأربعة أوجه : أحدها : أن قالوا إنها في الكافر إذا قتل مؤمنا ، والثاني : قالوا معنى المتعمد هنا المستحل للقتل ، وذلك يؤول إلى الكفر ، والثالث : قالوا الخلود فيها ليست بمعنى الدوام الأبدي ، وإنما هو عبارة عن طول المدة ، والرابع : أنها منسوخة بقوله تعالى : إنّ اللَّه لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ، وأما المعتزلة فحملوها على ظاهرها ورأوا أنها ناسخة لقوله : ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ، واحتجوا على ذلك بقول زيد بن ثابت نزلت الشديدة بعد الهينة وبقول ابن عباس : الشرك والقتل من مات عليهما خلد ، وبقول رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم : « كل ذنب عسى اللَّه أن يغفره ، إلَّا الرجل يموت كافرا أو الرجل يقتل مؤمنا متعمدا » [1] ، وتقتضي الآية وهذه الآثار أن للقتل حكما يخصه من بين سائر المعاصي ، واختلف الناس في القاتل عمدا إذا تاب ، هل تقبل توبته أم لا ؟ وكذلك حكى ابن رشد الخلاف في القاتل إذا اقتص منه هل يسقط عنه العقاب في الآخرة أم لا ؟ والصحيح أنه يسقط عنه ، لقول رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : « من أصاب ذنبا فعوقب به في الدنيا فهو له كفارة » [2] ، وبذلك قال جمهور العلماء * ( ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّه ) * أي سافرتم في الجهاد * ( فَتَبَيَّنُوا ) * من البيان وقرأ حمزة والكسائي بالثاء المثلثة من الثبات والتفعل فيها بمعنى الاستفعال [3] أي اطلبوا بيان الأمر وثبوته * ( أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ ) * بغير ألف أي انقاد وألقى بيده ، وقرأ نافع وغيره السلام بمعنى التحية ، ونزلت في سرية لقيت رجلا فسلم عليهم ، وقال : لا إله إلَّا اللَّه محمد رسول اللَّه ، فحمل عليه أحدهم فقتله ، فشق ذلك على رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم ، وكان القاتل علم بن جثامة والمقتول عامر بن الأغبط ، وقيل : القاتل أسامة بن زيد والمقتول مرداس بن نهيك * ( تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا ) * يعني الغنيمة ، وكان للرجل المقتول غنم * ( فَعِنْدَ اللَّه مَغانِمُ كَثِيرَةٌ ) * وعد وتزهيد في غنيمة من أظهر الإسلام * ( كَذلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ ) * قيل : معناه كنتم كفارا فهداكم اللَّه للإسلام ، وقيل : كنتم تخفون إيمانكم من قومكم * ( فَمَنَّ اللَّه عَلَيْكُمْ ) * بالعزة والنصر حتى أظهرتموه * ( لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) * الآية : معناها تفضيل المجاهدين على من لم



[1] . رواه أحمد ج 4 ص 138 عن معاوية وذكر في التيسير أنه رواه أبو داود والنسائي عن أبي الدرداء .
[2] . ذكره في التيسير وعزاه لأحمد عن خزيمة بن ثابت وفي سنده اضطراب .
[3] . فثبتوا .

205

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 205
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست