responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 201


وعلى اله وسلَّم أو للطائفة * ( فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ ) * أي لا تعاقبهم * ( أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ) * حض على التفكر في معانيه لتظهر أدلته وبراهينه * ( اخْتِلافاً كَثِيراً ) * أي تناقضا كما في كلام البشر أو تفاوتا في الفصاحة لكن القرآن منزّه عن ذلك ، فدل على أنه كلام اللَّه ، وإن عرضت لأحد شبهة وظن اختلافا في شيء من القرآن ، فالواجب أن يتهم نظره ويسأل أهل العلم ويطالع تآليفهم ، حتى يعلم أن ذلك ليس باختلاف * ( وإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِه ) * قيل : هم المنافقون وقيل : قوم من ضعفاء المسلمين ، كانوا إذا بلغهم خبر عن السرايا والجيوش أو غير ذلك أذاعوا به ، أي تكلموا به وشهروه قبل أن يعلموا صحته ، وكان في إذاعتهم له مفسدة على المسلمين مع ما في ذلك من العجلة وقلة التثبت ، فأنكر اللَّه ذلك عليهم * ( ولَوْ رَدُّوه إِلَى الرَّسُولِ وإِلى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَه الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَه مِنْهُمْ ) * أي : لو ترك هؤلاء القوم الكلام بذلك الأمر الذي بلغهم ، وردوه إلى رسول اللَّه صلَّى اللَّه تعالى عليه وعلى اله وسلَّم وإلى أولي الأمر وهم كبراء الصحابة وأهل البصائر منهم ، لعلمه القوم الذين يستنبطونه أي يستخرجونه من الرسول وأولي الأمر فالذين يستنبطونه على هذا طائفة من المسلمين يسألون عنه الرسول صلَّى اللَّه تعالى عليه واله وسلَّم وأولي الأمر ، وحرف الجر في قوله يستنبطونه منهم لابتداء الغاية وهو يتعلق بالفعل ، والضمير المجرور يعود على الرسول وأولي الأمر ، وقيل : الذين يستنبطونه هم أولوا الأمر ، كما جاء في الحديث عن عمر رضي اللَّه عنه أنه سمع أن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم طلق نساءه ، فدخل عليه ، فقال : أطلَّقت نساءك ؟ فقال : لا ، فقام على باب المسجد ، فقال : إنّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه تعالى عليه وسلَّم لم يطلق نساءه ، فأنزل اللَّه هذه القصة ، قال : وأنا الذي استنبطته ، فعلى هذا يستنبطونه هم أولو الأمر ، والضمير المجرور يعود عليهم ، ومنهم لبيان الجنس ، واستنباطه على هذا هو : سؤالهم عنه النبي صلَّى اللَّه تعالى عليه وسلَّم أو بالنظر والبحث ، واستنباطه على التأويل الأول وهو سؤال الذين أذاعوه للرسول عليه الصلاة والسلام ولأولي الأمر * ( ولَوْ لا فَضْلُ اللَّه عَلَيْكُمْ ورَحْمَتُه ) * أي : هداه وتوفيقه ، أو بعثه للرسل ، وإنزاله للكتب ، والخطاب في هذه الآية للمؤمنين * ( إِلَّا قَلِيلًا ) * أي إلَّا اتباعا قليلا فالاستثناء من المصدر ، والمعنى : لولا فضل اللَّه ورحمته لاتبعتم الشيطان إلَّا في أمور قليلة كنتم لا تتبعونه فيها ، وقيل : إنه استثناء من الفاعل في اتبعتم أي إلَّا قليلا منكم ، وهو الذي يقتضيه اللفظ ، وهم الذين كانوا قبل الإسلام غير متبعين للشيطان كورقة بن نوفل ، والفضل والرحمة على بعث الرسول وإنزال الكتاب ، وقيل : إنّ الاستثناء من قوله أذاعوا به * ( لا

201

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 201
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست