responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 200


وهو أليق في سياق الكلام * ( مَتاعُ الدُّنْيا قَلِيلٌ ) * وما بعده تحقير الدنيا فتضمن الرد عليهم في كراهتهم للموت * ( فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ) * أي في حصون منيعة ، وقيل : المشيدة المطولة وقيل المبنية بالشيد وهو الجص * ( إِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ ) * الحسنة هنا : النصر والغنيمة وشبه ذلك من المحبوبات ، والسيئة : الهزيمة والجوع وشبه ذلك ، والضمير في تصبهم وفي يقولوا للذين قيل لهم : كفوا أيديكم ، وهذا يدل على أنها في المنافقين ، لأن المؤمنين لا يقولون للنبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم إنّ السيئات من عنده * ( قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّه ) * رد على من نسب السيئة إلى رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم ، وإعلام أن السيئة والحسنة والخير والشر من عند اللَّه أي بقضائه وقدره * ( فَما لِهؤُلاءِ الْقَوْمِ ) * توبيخ لهم على قلة فهمهم * ( ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّه وما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ) * خطاب للنبي صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم والمراد به كل مخاطب على الإطلاق ، فدخل فيه غيره من الناس ، وفيه تأويلان : أحدهما : نسبة الحسنة إلى اللَّه ، والسيئة إلى العبد تأدبا مع اللَّه في الكلام ، وإن كان كل شيء منه في الحقيقة ، وذلك كقوله عليه الصلاة والسلام : « والخير كله بيديك والشر ليس إليك » [1] وأيضا : فنسبة السيئة إلى العبد لأنها بسبب ذنوبه ، لقوله : وما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ) * [ الشورى : 42 ] ، فهي من العبد بتسببه فيها ، ومن اللَّه بالخلقة والاختراع ، والثاني : أن هذا من كلام القوم المذكورين قبل ، والتقدير يقولون : كذا فمعناها كمعنى التي قبلها * ( مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّه ) * هذه الآية من فضائل رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وعلى اله وسلَّم ، وإنما كانت طاعته كطاعة اللَّه لأنه يأمر وينهى عن اللَّه * ( ومَنْ تَوَلَّى فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً ) * أي من أعرض عن طاعتك ، فما أنت عليه بحفيظ تحفظ أعماله ، بل حسابه وجزاؤه على اللَّه ، وفي هذا متاركة وموادعة منسوخة بالقتال * ( وَيَقُولُونَ طاعَةٌ ) * أي أمرنا وشأننا طاعة لك ، وهي في المنافقين بإجماع * ( بَيَّتَ طائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ) * بيت أي : تدبر الأمر بالليل ، والضمير في * ( تَقُولُ ) * للمخاطب ، وهو النبي صلَّى اللَّه تعالى عليه



[1] . هذه الجملة من دعاء نبوي ورد في الصحيحين عن علي بن أبي طالب وأوله : اللهم أنت الملك لا إله إلَّا أنت أنت ربي وأنا عبدك . انظر صحيح مسلم كتاب الذكر والدعاء . الجمع بين الصحيحين للصاغاني .

200

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست