responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 195


السهيلي : فالموضع الأول نزل في رفاعة بن زيد بن التابوت ، وفي الثاني نزل في كعب بن الأشرف * ( يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ ) * عبارة عن إيثارهم الكفر على الإيمان ، فالشراء مجاز كقوله :
اشتروا الضلالة بالهدى وفي تكرار قوله : كفى باللَّه مبالغة * ( مِنَ الَّذِينَ هادُوا ) * من راجعة إلى الذين أوتوا نصيبا ، أو إلى أعدائكم ، فهي بيان ، وقال الفارسي : هي ابتداء كلام تقديره . من الذين هادوا قوم وقيل : هي متعلقة بنصيرا على قول الفارسي * ( يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ ) * يحتمل تحريف اللفظ أو المعنى ، وقيل : الكلم هنا التوراة ، وقيل : كلام النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم * ( غَيْرَ مُسْمَعٍ ) * معناه : لا سمعت * ( راعِنا ) * ذكر في [ البقرة : 104 ] * ( سَمِعْنا وأَطَعْنا ) * عوض من قولهم :
سمعنا وعصينا ، واسمع عوض من قولهم : اسمع غير مسمع ، وانظرنا عوض من قولهم :
راعنا ، وهو النظر أو الانتظار ، فهذه الأشياء الثلاثة في مقابلة الأشياء الثلاثة التي ذمهم على قولها ، لما فيها من سوء الأدب مع رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، وأخبر أنهم لو قالوا هذه الثلاثة الأخر عوضا عن تلك : لكان خيرا لهم ، فإن هذه ليس فيها سوء أدب * ( مُصَدِّقاً ) * ذكر في البقرة * ( أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً ) * قال ابن عباس : طمسها أن تزال العيون منها ، وترد في القفا ، فيكون ذلك ردا على الدبر ، وقيل : طمسها محو تخطيط صورها من أنف أو عين أو حاجب حتى تصير كالأدبار في خلوها عن الحواس * ( أَوْ نَلْعَنَهُمْ ) * أي نمسخهم كما مسخ أصحاب السبت ، وقد ذكر في البقرة ، أو يكون من اللعن المعروف ، والضمير يعود على الوجوه ، والمراد أصحابها ، أو على الذين أوتوا الكتاب على الالتفات * ( إِنَّ اللَّه لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِه ويَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ ) * هذه الآية هي الحاكمة في مسألة الوعيد . وهي المبينة لما تعارض فيها من الآيات ، وهي الحجة لأهل السنة ، والقاطعة بالخوارج والمعتزلة والمرجئة ، وذلك أن مذهب أهل السنة أن العصاة من المؤمنين في مشيئة اللَّه ، إن شاء عذبهم ، وإن شاء غفر لهم ، وحجتهم هذه الآية ، فإنها نص في هذا المعنى ، ومذهب الخوارج أن العصاة يعذبون ولا بد سواء كانت ذنوبهم صغائر أو كبائر . ومذهب المعتزلة أنهم يعذبون على الكبائر ولا بد ، ويرد على الطائفتين قوله : « ويغفر ما دون ذلك » ومذهب المرجئة أن العصاة كلهم يغفر لهم ولا بدّ وأنه لا يضر ذنب مع الإيمان ، ويرد عليهم قولهم : لمن يشاء ، فإنه تخصيص لبعض العصاة ، وقد تأولت المعتزلة الآية على مذهبهم ، فقالوا : لمن يشاء ، وهو التائب لا خلاف أنه لا يعذب ، وهذا التأويل بعيد ، لأن قوله : إنّ

195

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 195
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست