نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 189
والسرقة وغير ذلك * ( إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً ) * استثناء منقطع ، والمعنى : لكن إن كانت تجارة فكلوها ، وفي إباحة التجارة دليل على أنه : يجوز للإنسان أن يشتري بدرهم سلعة تساوي مائة ، والمشهور إمضاء البيع . وحكي عن ابن وهب أنه يرد إذا كان الغبن أكثر من الثلث . وموضع أن نصب ، وتجارة بالرفع [1] فاعل تكون وهي تامة ، وقرئ بالنصب خبر تكون وهي ناقصة * ( عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ ) * أي اتفاق . وبهذا استدل المالكية على تمام البيع وبالعقد ، دون التفرق وقال الشافعي : إنما يتم بالتفرق بالأبدان ، لقوله صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم : « المتبايعان بالخيار ما لم يتفرقا » [2] . * ( وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ) * قال ابن عطية أجمع المفسرون أنّ المعنى : لا يقتل بعضكم بعضا ، قلت : ولفظها يتناول قتل الإنسان لنفسه ، وقد حملها عمرو بن العاص على ذلك ، ولم ينكره رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم إذ سمعه * ( ومَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ ) * إشارة إلى القتل ، لأنه أقرب مذكور ، وقيل : إليه وإلى أكل المال بالباطل ، وقيل : إلى كل ما تقدّم من المنهيات من أوّل السورة * ( إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْه ) * [3] اختلف الناس في الكبائر ما هي ؟ فقال ابن عباس : الكبائر كل ذنب ختمه اللَّه بنار أو لعنة أو غضب ، وقال ابن مسعود : الكبائر هي الذنوب المذكورة من أول هذه السورة إلى أوّل هذه الآية ، وقال بعض العلماء : كل ما عصي اللَّه به ، فهو كبيرة ، وعدّها بعضهم سبعة عشر ، وفي البخاري عن النبي صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم : « اتقوا السبع الموبقات : الإشراك باللَّه والسحر ، وقتل النفس ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات » ، فلا شك أنّ هذه من الكبائر للنص عليها في الحديث ، وزاد بعضهم عليها أشياء ، وورد في الأحاديث النص على أنها كبائر ، وورد في القرآن أو في الحديث وعيد عليها ، فمنها عقوق الوالدين ، وشهادة الزور ، واليمين الغموس والزنا ، والسرقة ، وشرب الخمر ، والنهبة ، والقنوط من رحمة اللَّه ، والأمن من مكر اللَّه ، ومنع ابن السبيل الماء والإلحاد في البيت الحرام ، والنميمة ، وترك التحرّز من البول والغلول واستطالة المرء في عرض أخيه ، والجور في الحكم * ( نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ ) * وعد بغفران الذنوب الصغائر إذا اجتنب الكبائر * ( مُدْخَلًا كَرِيماً ) * اسم مكان وهو هنا الجنة * ( وَلا تَتَمَنَّوْا ) * الآية : سببها أن النساء قلن : ليتنا استوينا
[1] . قراءة المؤلف رحمه اللَّه ، وفي المصحف بالنصب وهي قراءة حفص . [2] . رواه أحمد عن ابن عمر ج أول ص : 68 . [3] . ذكره المنذري ج 3 ص 48 بلفظ : اجتنبوا السبع الموبقات وعزاه للبخاري ومسلم وأبي داود والنسائي عن أبي هريرة .
189
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 189