responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 188


بواطن الأمور ولكم ظواهرها ، فإذا كانت الأمة ظاهرة الإيمان ، فنكاحها صحيح ، وعلم باطنها إلى اللَّه * ( بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ) * أي إماؤكم منكم ، وهذا تأنيس بنكاح الإماء ، لأن بعض العرب كان يأنف من ذلك * ( فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ ) * أي بإذن ساداتهن المالكين لهنّ * ( وآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ) * أي صدقاتهنّ ، وهذا يقتضي أنهنّ أحق بصدقاتهنّ من ساداتهنّ ، وهو مذهب مالك * ( بِالْمَعْرُوفِ ) * أي بالشرع على ما تقتضيه السنة * ( مُحْصَناتٍ غَيْرَ مُسافِحاتٍ ) * أي عفيفات غير زانيات ، وهو منصوب على الحال والعامل فيه فانكحوهنّ * ( ولا مُتَّخِذاتِ أَخْدانٍ ) * جمع خدن وهو الخليل ، وكان من نساء الجاهلية من تتخذ خدنا تزني معه خاصة ، ومنهنّ من كانت لا تردّ يد لامس * ( فَإِذا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ مِنَ الْعَذابِ ) * معنى ذلك أن الأمة إذا زنت بعد أن أحصنت فعليها نصف حدّ الحرة ، فإن الحرة تجلد في الزنا مائة جلدة ، والأمة تجلد خمسين ، فإذا أحصن يريد به هنا تزوّجن ، والفاحشة هنا الزنا ، والمحصنات هنا الحرائر ، والعذاب هنا الحدّ فاقتضت الآية حدّ الأمة إذا زنت بعد أن تزوّجت ، ويؤخذ حدّ غير المتزوّجة من السنة وهو مثل حدّ المتزوّجة وهذا على قراءة أحصنّ بضم الهمزة وكسر الصاد ، وقرئ بفتحهما ، ومعناه أسلمن ، وقيل : تزوّجن * ( ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ ) * الإشارة إلى تزوّج الأمة أي إنما يجوز لمن خشي على نفسه الزنا ، لا لمن يملك نفسه * ( وأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ ) * المراد الصبر عن نكاح الإماء ، وهذا يندب إلى تركه ، وعلته ما يؤدي إليه من استرقاق الولد * ( يُرِيدُ اللَّه لِيُبَيِّنَ لَكُمْ ) * قال الزمخشري : أصله يريد اللَّه أن يبين لكم فزيدت اللام مؤكدة لإرادة التبيين كما زيدت في لا أبالك لتأكيد إضافة الأب ، وقال الكوفيون اللام مصدرية مثل أن * ( ويَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ) * أي يهديكم مناهج من كان قبلكم من الأنبياء والصالحين لتقتدوا بهم * ( واللَّه يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ ) * كرر توطئة لفساد إرادة الذين يتبعون الشهوات ، وهم هنا الزناة عند مجاهد ، وقيل : المجوس لنكاحهم ذات المحارم ، وقيل : عام في كل متبع شهوة وهو أرجح * ( يُرِيدُ اللَّه أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ ) * يقتضي سياق الكلام التخفيف الذي وقع في إباحة نكاح الإماء ، وهو مع ذلك عام في كل ما خفف اللَّه عن عباده ، وجعل دينه يسرا * ( وخُلِقَ الإِنْسانُ ضَعِيفاً ) * قيل : معناه لا يصبر على النساء ، وذلك مقتضى سياق الكلام ، واللفظ أعم من ذلك * ( لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ ) * يدخل فيه القمار والغصب

188

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 188
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست