نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 173
لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ ) * الآية : خطاب للمؤمنين ، والمعنى ما كان اللَّه ليدع المؤمنين مختلطين بالمنافقين ، ولكنه ميز هؤلاء من هؤلاء بما ظهر في غزوة أحد من الأقوال والأفعال ، التي تدل على الإيمان أو على النفاق * ( وما كانَ اللَّه لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ ) * أي ما كان اللَّه ليطلعكم على ما في القلوب من الإيمان والنفاق ، أو ما كان اللَّه ليطلعكم على أنكم تغلبون أو تغلبون * ( ولكِنَّ اللَّه يَجْتَبِي ) * أي يختار من رسله من يشاء فيطلعهم على ما شاء من غيبه * ( الَّذِينَ يَبْخَلُونَ ) * يمنعون الزكاة وغيرها * ( هُوَ خَيْراً ) * هو فضل وخيرا مفعول ثان ، والأول محذوف تقديره : لا يحسبن البخل خيرا لهم * ( سَيُطَوَّقُونَ ) * أي يلزمون إثم ما بخلوا به ، وقيل : يجعل ما بخلوا به حية يطوّقها في عنقه يوم القيامة * ( لَقَدْ سَمِعَ اللَّه ) * الآية : لما نزلت : من ذا الذي يقرض اللَّه : قال بعض اليهود وهو فنحاص ، أو حيي بن أخطب أو غيرهما : إنما يستقرض الفقير من الغني ، فاللَّه فقير ونحن أغنياء ، فنزلت هذه الآية ، وكان ذلك القول اعتراضا على القرآن أوجبه قلة فهمهم ، أو تحريفهم للمعاني ، فإن كانوا قالوه باعتقاد فهو كفر [ يضاف إلى كفرهم ] ، وإن قالوه بغير اعتقاد : فهو استخفاف ، وعناد * ( سَنَكْتُبُ ما قالُوا ) * أي تكتبه الملائكة في الصحف * ( وقَتْلَهُمُ الأَنْبِياءَ ) * أي قتل آبائهم للأنبياء ، وأسند إليهم لأنهم راضون به ، ومتبعون لمن فعله من آبائهم * ( الَّذِينَ قالُوا ) * صفة للذين ، وليس صفة للعبيد * ( حَتَّى يَأْتِيَنا بِقُرْبانٍ ) * كانوا إذا أرادوا أن يعرفوا قبول اللَّه لصدقة أو غيرها جعلوه في مكان ، فتنزل نار من السماء فتحرقه ، وإن لم تنزل فليس بمقبول ، فزعموا أن اللَّه جعل لهم ذلك علامة على صدق الرسل * ( قُلْ قَدْ جاءَكُمْ رُسُلٌ ) * الآية : رد عليهم بأن الرسل قد جاءتهم بمعجزات توجب الإيمان بهم ، وجاؤهم أيضا بالقربان الذي تأكله النار ، ومع ذلك كذبوهم وقتلوهم ، فذلك يدل عل أن كفرهم عناد ، فإنهم كذبوا في قولهم : إن اللَّه عهد إلينا * ( فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ ) * الآية تسلية للنبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بالتأسي بغيره * ( فَمَنْ زُحْزِحَ ) * أي نحي وأبعد * ( لَتُبْلَوُنَّ ) * الآية : خطاب للمسلمين ، والبلاء في الأنفس بالموت والأمراض ، وفي الأموال
173
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 173