نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 172
واله وسلَّم إلى حمراء الأسد بعد أحد : بلغ ذلك أبا سفيان فمر عليه ركب من عبد القيس يريدون المدينة بالميرة فجعل لهم حمل بعير من زبيب على أن يثبطوا المسلمين عن اتباع المشركين ، فخوفوهم بهم ، فقالوا : حسبنا اللَّه ونعم الوكيل فخرجوا ، فالناس الأول ركب عبد القيس ، والناس الثاني مشركو قريش وقيل : نادى أبو سفيان يوم أحد : موعدنا ببدر في القابل ، فقال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم : إن شاء اللَّه فلما كان العام القابل خرج رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم إلى بدر للميعاد ، فأرسل أبو سفيان نعيم بن مسعود الأشجعي ليثبط المسلمين ، فعلى هذا الناس الأول نعيم ، وإنما قيل له : الناس وهو واحد : لأنه من جنس الناس : كقولك ركبت الخيل إذا ركبت فرسا * ( فَزادَهُمْ ) * الفاعل ضمير المفعول ، وهو إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم ، والصحيح أن الإيمان يزيد وينقص ، فمعناه هنا قوة يقينهم وثقتهم باللَّه * ( حَسْبُنَا اللَّه ونِعْمَ الْوَكِيلُ ) * كلمة يدفع بها ما يخاف ويكره وهي التي قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار ، ومعنى حسبنا اللَّه : كافينا وحده فلا نخاف غيره ، ومعنى : ونعم الوكيل : ثناء على اللَّه وأنه خير من يتوكل العبد عليه ويلجأ إليه * ( فَانْقَلَبُوا ) * أي رجعوا بنعمة السلامة وفضل الأجر * ( واتَّبَعُوا رِضْوانَ اللَّه ) * بخروجهم مع رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم * ( ذلِكُمُ الشَّيْطانُ ) * المراد هنا أبو سفيان ، أو نعيم الذي أرسله أبو سفيان أبو إبليس ، وذلكم مبتدأ ، والشيطان خبره وما بعده مستأنف ، أو الشيطان نعت وما بعده خبر * ( يُخَوِّفُ أَوْلِياءَه ) * أي يخوفكم أيها المؤمنون أولياءه وهم الكفار ، فالمفعول الأول محذوف ويدل عليه قوله : فلا تخافوهم وقرأ ابن مسعود وابن عباس يخوفكم أولياءه ، وقيل المعنى يخوف المنافقين وهم أولياؤه من كفار قريش ، فالمفعول الثاني على هذا محذوف * ( ولا يَحْزُنْكَ ) * [1] تسلية للنبي صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم ، وقرأ [ الباقون ما عدا نافع ] بفتح الياء وضم الزاي حيث وقع مضارعا من حزن الثاني ، وهو أشهر في اللغة من أحزن * ( الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ ) * أي يبادرون إلى أقواله وأفعاله وهم المنافقون والكفار * ( إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا ) * الآية هم المذكورون قبل أو على العموم في جميع الكفار * ( أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ ) * أي نمهلهم أن مفعول يحسبن ، وما اسم أن فحقها أن تكتب منفصلة وخير خبر : إنما نملي لهم ، ما هنا كافة والمعنى ردّ عليهم أي أن الإملاء لهم ليس خيرا لهم إنما هو استدراج ليكتسبوا الإثم * ( ما كانَ اللَّه
[1] . حسب قراءة نافع في كل القرآن ما عدا : * ( لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ ) * [ الأنبياء / 103 .
172
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 172