responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 170


ثم إن فوق التوكل التفويض وهو الاستسلام لأمر اللَّه تعالى بالكلية ، فإن المتوكل له مراد واختيار ، وهو يطلب مراده باعتماده على ربه ، وأما المفوض فليس له مراد ولا اختيار ، بل أسند المراد والاختيار إلى اللَّه تعالى ، فهو أكمل أدبا مع اللَّه تعالى * ( وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ ) * هو من الغلول وهو أخذ الشيء خفية من المغانم وغيرها ، وقرئ [1] بفتح الياء وضم الغين ، ومعناه تبرئة النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم من الغلول ، وسببها أنه فقدت من المغانم قطيفة حمراء ، فقال بعض المنافقين : لعل رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم أخذها ، وقرأ نافع وغيره بضم الياء وفتح الغين ، أي ليس لأحد أن يغل نبيا : أي يخونه في المغانم ، وخص النبي بالذكر وإن كان ذلك محظورا من الأمر ، لشنعة الحال مع النبي لأن المعاصي تعظم بحضرته ، وقيل معنى هذه القراءة : أن يوجد غالا كما تقول أحمدت الرجل ، إذا أصبته محمودا ، فعلى هذا القول يرجع معنى هذه القراءة ، إلى معنى فتح الياء * ( ومَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ ) * وعيد لمن غل بأن يسوق يوم القيامة على رقبته الشيء الذي غل ، وقد جاء ذلك مفسرا في الحديث قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم : لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير لا ألفين أحدكم على رقبته فرس لا ألفين أحدكم على رقبته رقاع لا ألفين أحدكم على رقبته صامت ، لا ألفين أحدكم على رقبته إنسان فيقول يا رسول اللَّه أغثني فأقول لا أملك لك من اللَّه شيئا قد بلغتك [2] * ( أَ فَمَنِ اتَّبَعَ ) * الآية : فقيل : إن الذي أتبع رضوان اللَّه .
من لم يغلل ، والذي باء بالسخط من غل ، وقيل الذي أتبع الرضوان : من استشهد بأحد ، والذي باء بالسخط : المنافقون الذين رجعوا عن الغزو * ( هُمْ دَرَجاتٌ ) * ذووا درجات ، والمعنى تفاوت بين منازل أهل الرضوان وأهل السخط ، أو التفاوت بين درجات أهل الرضوان فإن بعضهم فوق بعض ، فكذلك درجات أهل السخط * ( لَقَدْ مَنَّ اللَّه ) * الآية إخبار بفضل اللَّه على المؤمنين ببعث رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم * ( مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) * معناه في الجنس واللسان ، فكونه من جنسهم يوجب الأنس به ، وقلة الاستيحاش منه ، وكونه بلسانهم يوجب حسن الفهم عنه ، ولكونه منهم يعرفون حسبه وصدقه وأمانته صلَّى اللَّه تعالى عليه واله وسلَّم ويكون ، هو صلَّى اللَّه تعالى عليه واله وسلَّم أشفق عليهم وأرحم بهم من الأجنبيين [3] * ( أَ ولَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ ) * الآية . عتاب للمسلمين على كلامهم فيمن



[1] . هي قراءة عاصم وابن كثير وأبي عمرو .
[2] . الحديث أخرجه أحمد بتفصيل عن أبي هريرة ج 2 ص 562 .
[3] . الأشهر جمع أجنبي على أجانب والمراد : أغراب .

170

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست