نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 17
ومن أحسن تصانيف أهل الأندلس تأليف القاضي الإمام أبي بكر بن العربي والقاضي الحافظ بن محمد بن عبد المنعم بن عبد الرحيم المعروف بابن الفرس . وأما النسخ فهو يتعلق بالأحكام لأنها محل النسخ إذ لا تنسخ الأخبار ولا بدّ من معرفة ما وقع في القرآن من الناسخ والمنسوخ ، والمحكم وهو ما لم ينسخ ، وقد صنف الناس في ناسخ القرآن ومنسوخه تصانيف كثيرة وأحسنها تأليف القاضي أبي بكر بن العربي . وقد ذكرنا في هذه المقدمات بابا في قواعد النسخ ، وذكر ما تقرّر في القرآن من المنسوخ ، وذكرنا سائره في مواضعه . وأما الحديث فيحتاج المفسر إلى روايته وحفظه لوجهين : الأوّل : أنّ كثيرا من الآيات في القرآن نزلت في قوم مخصوصين ونزلت بأسباب قضايا وقعت في زمن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم من الغزوات والنوازل والسؤالات ، ولا بدّ من معرفة ذلك ليعلم فيمن نزلت الآية وفيما نزلت ومتى نزلت فإنّ الناسخ يبنى على معرفة تاريخ النزول لأنّ المتأخر ناسخ للمتقدم . الثاني : أنه ورد عن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم كثير من تفسير القرآن فيجب معرفته لأنّ قوله عليه السلام مقدم على أقوال الناس . وأما القصص فهي من جملة العلوم التي تضمنها القرآن فلا بد من تفسيره إلَّا أنّ الضروري منه ما يتوقف التفسير عليه . وما سوى ذلك زائد مستغنى عنه وقد أكثر بعض المفسرين من حكاية القصص الصحيح وغير الصحيح . حتى أنهم ذكروا منه ما لا يجوز ذكره مما فيه تقصير بمنصب الأنبياء عليهم السلام أو حكاية ما يجب تنزيههم عنه . وأما نحن فاقتصرنا في هذا الكتاب من القصص على ما يتوقف التفسير عليه وعلى ما ورد منه في الحديث الصحيح . وأما التصوّف فله تعلق بالقرآن . لما ورد في القرآن من المعارف الإلهية ورياضة النفوس . وتنوير القلوب . وتطهيرها باكتساب الأخلاق الحميدة . واجتناب الأخلاق الذميمة . وقد تكلمت المتصوّفة في تفسير القرآن . فمنهم من أحسن وأجاد . ووصل بنور بصيرته إلى دقائق المعاني . ووقف على حقيقة المراد . ومنهم من توغل في الباطنية وحمل القرآن على ما لا تقتضيه اللغة العربية . وقد جمع أبو عبد الرحمن السلمي كلامهم في التفسير في كتاب سماه « الحقائق » وقال بعض العلماء : بل هي البواطل . وإذا انصفنا قلنا : فيه حقائق وبواطل . وقد ذكرنا هذا في كتاب ما يستحسن من الإشارات الصوفية . دون ما يعترض أو يقدح فيه . وتكلمنا أيضا على اثني عشر مقاما من [ مقامات ] التصوف في مواضعها من القرآن : فتكلمنا على الشكر في أم القرآن . لما بين الحمد والشكر من الاشتراك في المعنى . وتكلمنا على التقوى في قوله تعالى في البقرة هُدىً لِلْمُتَّقِينَ ) * وعلى الذكر في قوله فيها فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ) * [ البقرة : 153 ] وعلى الصبر في قوله تعالى : وبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) * [ البقرة : 155 ] وعلى
17
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 17