نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 167
لقوله صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم : نصرت بالرعب * ( ولَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّه وَعْدَه ) * كان رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم قد وعد المسلمين عن اللَّه بالنصر ، فنصرهم اللَّه أولا ، وانهزم المشركون وقتل منهم اثنان وعشرون رجلا ، وكان رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم ، قد أمر الرماة أن يثبتوا في مكانهم ولا يبرحوا فلما رأوا المشركين قد انهزموا طمعوا في الغنيمة وأتبعوهم ، وخالفوا ما أمروا به من الثبوت في مكانهم ، فانقلبت الهزيمة على المسلمين * ( إِذْ تَحُسُّونَهُمْ ) * أي : تقتلونهم قتلا ذريعا يعني في أول الأمر * ( وتَنازَعْتُمْ ) * وقع النزاع بين الرماة فثبت بعضهم كما أمروا ولم يثبت بعضهم * ( وعَصَيْتُمْ ) * أي خالفتم ما أمرتم به من الثبوت ، وجاءت المخاطبة في هذا لجميع المؤمنين وإن كان المخالف بعضهم وعظا للجميع ، وسترا على من فعل ذلك وجواب إذ محذوف تقديره : لانهزمتم * ( مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيا ) * الذين حرصوا على الغنيمة معه * ( لِيَبْتَلِيَكُمْ ) * معناه لينزل بكم ما نزل من القتل والتمحيص * ( ولَقَدْ عَفا عَنْكُمْ ) * إعلام بأن الذنب كان يستحق أكثر مما نزل بهم ، لولا عفو اللَّه عنهم ، فمعناه لقد أبقى عليكم ، وقيل : هو عفو عن الذنب * ( إِذْ تُصْعِدُونَ ) * العامل في إذ عفا ، فيوصل إذ تصعدون مع ما قبله ويحتمل أن يكون العامل فيه مضمر * ( ولا تَلْوُونَ ) * مبالغة في صفة الانهزام * ( والرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ ) * كان رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم يقول : إليّ عباد اللَّه ، وهم يفرون * ( فِي أُخْراكُمْ ) * من خلفكم وفيه مدح للنبي صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم فإنّ الأخرى هي موقف الأبطال * ( فَأَثابَكُمْ ) * أي جازاكم * ( غَمًّا بِغَمٍّ ) * قيل : أثابكم غما بسبب الغم الذي أدخلتموه على رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم وعلى المؤمنين إذ عصيتم وتنازعتم وقيل أثابكم غما متصلا بغم ، وأحد الغمين : ما أصابهم من القتل والجراح والآخر : ما أرجف به من قتل رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم * ( عَلى ما فاتَكُمْ ) * من النصر والغنيمة * ( ولا ما أَصابَكُمْ ) * من القتل والجراح والانهزام * ( أَمَنَةً نُعاساً ) * قال ابن مسعود : نعسنا يوم أحد ، والنعاس في الحرب أمان من اللَّه * ( يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ ) * هم المؤمنون المخلصون ، غشيهم النعاس تأمينا لهم * ( وطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ ) * هم المنافقون كانوا خائفين من أن يرجع إليهم أبو سفيان ، والمشركون * ( غَيْرَ الْحَقِّ ) * معناه
167
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 167