نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 166
ألف التوبيخ على جملة الشرط والجزاء ، ودخلت الفاء لتربط الجملة الشرطية بالجملة التي قبلها ، والمعنى أن موت رسول اللَّه صلَّى اللَّه تعالى عليه وعلى اله وسلَّم أو قتله لا يقتضي انقلاب أصحابه على أعقابهم ، لأن شريعته قد تقررت وبراهينه قد صحت ، فعاتبهم على تقدير أن لو صدر منهم انقلاب لو مات صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، أو قتل وقد علم أنه لا يقتل ، ولكن ذكر ذلك لما صرخ به صارخ ووقع في نفوسهم * ( الشَّاكِرِينَ ) * قال علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه : الثابتون على دينهم * ( كِتاباً مُؤَجَّلًا ) * نصب على المصدر لأنّ المعنى : كتب الموت كتابا ، وقال ابن عطية : نصب على التمييز * ( نُؤْتِه مِنْها ) * في ثواب الدنيا ، مقيد بالمشيئة بدليل قوله : عَجَّلْنا لَه فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ) * [ الإسراء / 18 ] * ( وكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ ) * الفعل مسند ، إلى ضمير النبيّ ومعه ربيون على هذا في موضع الحال ، وقيل : إنه مسند إلى الربيين ، فيكون ربيون على هذا مفعولا لما لم يسم فاعله فعلى الأوّل يوقف على قوله : قتل ، ويترجح الأوّل : بما صرخ به الصارخ يوم أحد : إنّ محمدا قد مات ، فضرب لهم المثل بنبيّ قتل ، ويترجح الثاني بأنه لم يقتل قط نبي في محاربة * ( رِبِّيُّونَ ) * علماء مثل ربانيين ، وقيل : جموع كثيرة * ( فَما وَهَنُوا ) * الضمير لرِبِّيُّونَ على إسناد القتل للنبي ، وهو لم يق منهم على إسناد القتل إليهم * ( ومَا اسْتَكانُوا ) * أي : لم يذلوا للكفار قال بعض النحاة : الاستكان مشتق من السكون ، ووزنه افتعلوا مطلت فتحة الكاف فحدث عن مطلها ألف وذلك كالإشباع ، وقيل : إنه من كان يكون ، فوزنه استفعلوا ، وقوله تعالى فما وهنوا وما بعده : تعريض لما صدر من بعض الناس يوم أحد * ( وثَبِّتْ أَقْدامَنا ) * أي في الحرب * ( ثَوابَ الدُّنْيا ) * النصر * ( ثَوابِ الآخِرَةِ ) * الجنة * ( إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا ) * هم المنافقون الذين قالوا في قضية أحد ما قالوا ، وقيل : مشركوا قريش وقيل : اليهود * ( الرُّعْبَ ) * قيل : ألقى اللَّه الرعب في قلوب المشركين بأحد ، فرجعوا إلى مكة من غير سبب ، وقيل : لما كانوا ببعض الطريق هموا بالرجوع ليستأصلوا المسلمين ، فألقى اللَّه الرعب في قلوبهم [1] ، فأمسكوا ، والآية تتناول جميع الكفار
[1] . في السيرة : لقد خرج المسلمون وهم مثخنون بالجراح خلف القرشيين وأقاموا في مكان ( حمراء الأسد ) ثلاثة أيام فلما علم القرشيون بذلك انسحبوا عائدين إلى مكة . وسيذكرها المؤلف عند تفسيره للآية « 172 » من هذه السورة .
166
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 166