نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 161
المبلغ والطريق الآمن . وقيل : الاستطاعة الزاد والراحلة ، وهو مذهب الشافعي وعبد الملك بن حبيب ، وروي في ذلك حديث ضعيف * ( ومَنْ كَفَرَ ) * قيل : المعنى من لم يحج ، وعبر عنه بالكفر تغليظا كقوله صلَّى اللَّه عليه واله وسلم : « من ترك الصلاة فقد كفر ، وقيل : أراد اليهود لأنهم لا يحجّون ، وقيل : من زعم أن الحج ليس بواجب * ( لِمَ تَكْفُرُونَ ) * توبيخ اليهود * ( لِمَ تَصُدُّونَ ) * توبيخ أيضا . وكانوا يمنعون الناس من الإسلام ويرومون فتنة المسلمين عن دينهم * ( سَبِيلِ اللَّه ) * هنا الإسلام * ( تَبْغُونَها عِوَجاً ) * الضمير يعود على السبيل ، أي تطلبون لها الاعوجاج * ( وأَنْتُمْ شُهَداءُ ) * أي تشهدون أن الإسلام حق * ( إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً ) * الآية : لفظها عام والخطاب للأوس والخزرج إذ كان اليهود يريدون فتنتهم * ( وكَيْفَ تَكْفُرُونَ ) * إنكار واستبعاد * ( حَقَّ تُقاتِه ) * قيل : نسخها فَاتَّقُوا اللَّه مَا اسْتَطَعْتُمْ ) * ، [ التغابن / 16 ] وقيل : لا نسخ إذ لا تعارض ، فإنّ العباد أمروا بالتقوى على الكمال فيما استطاعوا تحرزا من الإكراه وشبهه * ( واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّه ) * أي تمسكوا ، والحبل هنا مستعار من الحبل الذي تشد عليه اليد ، والمراد به هنا : القرآن ، وقيل : الجماعة * ( ولا تَفَرَّقُوا ) * نهي عن التدابر والتقاطع ، إذ قد كان الأوس هموا بالقتال مع الخزرج ، لما رام اليهود إيقاع الشر بينهم ، ويحتمل أن يكون نهيا عن التفرق في أصول الدين ، ولا يدخل في النهي الاختلاف في الفروع * ( إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً ) * كان بين الأوس والخزرج عداوة وحروب عظيمة ، إلى أن جمعهم اللَّه بالإسلام * ( شَفا حُفْرَةٍ ) * أي حرف حفرة وذلك تشبيه ، لما كانوا عليه من الكفر والعداوة التي تقودهم إلى النار * ( ولْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ ) * الآية : دليل على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب ، وقوله : منكم : دليل على أنه فرض كفاية لأن من للتبعيض ، وقيل : إنها لبيان الجنس ، وأن المعنى : كونوا أمة . وتغيير المنكر يكون باليد وباللسان وبالقلب ، على حسب الأحوال * ( كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا ) * هم اليهود والنصارى ، نهى اللَّه المسلمين أن يكونوا مثلهم ، وورد في الحديث أنه عليه السلام قال : افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها
161
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 161