نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 160
الإسلام هي ملة إبراهيم ، التي لم يحرم فيها شيء مما هو محرم عليهم . * ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ ) * أي أول مسجد بني في الأرض ، وقد سأل أبو ذر النبي صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم ، أي مسجد بني أول ؟ قال : المسجد الحرام ، ثم بيت المقدس [1] ، وقال عليّ بن أبي طالب رضي اللَّه عنه : المعنى أنه أول بيت وضع مباركا وهدى وقد كانت قبله بيوتا * ( بِبَكَّةَ ) * قيل : هي مكة والباء بدل من الميم ، وقيل : مكة الحرم كله ، وبكة المسجد وما حوله * ( مُبارَكاً ) * نصب على الحال والعامل فيه على قول عليّ : وضع * ( مُبارَكاً ) * على أنه حال من الضمير الذي فيه ، وعلى القول الأول : هو حال من الضمير المجرور . والعامل فيه العامل المجرور من معنى الاستقرار * ( فِيه آياتٌ بَيِّناتٌ ) * آيات البيت كثيرة . منها الحجر الذي هو مقام إبراهيم ، وهو الذي قام عليه حين رفع القواعد من البيت ، فكان كلما طال البناء ارتفع به الحجر في الهواء حتى أكمل البناء ، وغرقت قدم إبراهيم في الحجر كأنها في طين ، وذلك الأثر باق إلى اليوم ، ومنها أن الطيور لا تعلوه ، ومنها إهلاك أصحاب الفيل ، ورد الجبابرة عنه ، ونبع زمزم لهاجر أم إسماعيل بهمز جبريل بعقبه ، وحفر عبد المطلب بعد دثورها وأن ماءها ينفع لما شرب له ، إلى غير ذلك * ( مَقامُ إِبْراهِيمَ ) * قيل : إنه بدل من الآيات أو عطف بيان ، وإنما جاز بدل الواحد من الجمع لأن المقام يحتوي على آيات كثيرة لدلالته على قدرة اللَّه تعالى ، وعلى نبوة إبراهيم وغير ذلك ، وقيل : الآيات مقام إبراهيم ، وأمن من دخله ، فعلى هذا يكون قوله : ومن دخله عطفا ، وعلى الأول استئنافا ، وقيل : التقدير منهن مقام إبراهيم ، فهو على هذا مبتدأ ، والمقام هو الحجر المذكور ، وقيل : البيت كله ، وقيل : مكة كلها * ( كانَ آمِناً ) * أي آمنا من العذاب ، فإنه كان في الجاهلية إذا فعل أحد جريمة ثم لجأ إلى البيت لا يطلب ، ولا يعاقب ، فأما في الإسلام فإنّ الحرم لا يمنع من الحدود ، ولا من القصاص ، وقال ابن عباس وأبو حنيفة : ذلك الحكم باق في الإسلام إلَّا أن من وجب عليه حدّ أو قصاص فدخل الحرم لا يطعم ولا يباع منه حتى يخرج ، وقيل : آمنا من النار . * ( حِجُّ الْبَيْتِ ) * بيان لوجوب الحج واختلف هل هو على الفور أو على التراخي ؟ وفي الآية ردّ على اليهود لما زعموا أنهم على ملة إبراهيم . قيل لهم : إن كنتم صادقين فحجوا البيت الذي بناه إبراهيم ودعا الناس إليه * ( مَنِ اسْتَطاعَ ) * بدل من الناس ، وقيل : فاعل بالمصدر ، وهو حج وقيل : شرط مبتدأ أي : من استطاع فعليه الحج والاستطاعة عند مالك هي : القدرة على الوصول إلى مكة بصحة البدن ، إما راجلا وإما راكبا ، مع الزاد