نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 154
ذكرت الملائكة لمريم ، حكاية عن عيسى عليه السلام أنه سيقوله ، ويحتمل أن يكون خطاب مريم قد انقطع ثم استؤنف الكلام من قوله ورسولا ، على تقدير جاء عيسى رسولا : بأني قد جئتكم بآية من ربكم ، ثم استمر كلامه إلى آخره * ( فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى ) * أي علم علما ظاهرا كعلم ما يدرك بالحواس * ( مَنْ أَنْصارِي ) * طلب للنصرة ، والأنصار جمع ناصر * ( إِلَى اللَّه ) * تقديره : من يضيف أنفسهم [1] في نصرتي إلى اللَّه فلذلك قيل : إلى هنا بمعنى مع أو يتعلق بمحذوف تقديره ذاهبا أو ملتجئا إلى اللَّه * ( الْحَوارِيُّونَ ) * حواري الرجل صفوته وخاصته ، ولذلك قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : « لكل نبيّ حواريّ وإن حواريّ الزبير » [2] وقيل : إنّ الحواريين كانوا قصارين يحورون الثياب ، أي : يبيضونها ولذلك سماهم الحواريين * ( بِما أَنْزَلْتَ ) * يريدون الإنجيل ، والرسول هنا عيسى عليه السلام * ( مَعَ الشَّاهِدِينَ ) * أي مع الذين يشهدون بالحق من الأمم ، وقيل : مع أمة محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم لأنهم يشهدون على الناس * ( ومَكَرُوا ) * الضمير لكفار بني إسرائيل ومكرهم أنهم وكلوا بعيسى من يقتله غيلة * ( ومَكَرَ اللَّه ) * أي رفع عيسى إلى السماء ، وألقى شبهه على من أراد اغتياله حتى قتل عوضا منه [3] ، وعبر عن فعل اللَّه بالمكر مشاكلة لقوله مكروا * ( واللَّه خَيْرُ الْماكِرِينَ ) * أي أقواهم وهو فاعل ذلك بحق ، والماكر من البشر فاعل بالباطل * ( إِذْ قالَ اللَّه ) * العامل فيه فعل مضمر ، أو يمكر * ( إِنِّي مُتَوَفِّيكَ ) * قيل : وفاة موت ، ثم أحياه اللَّه في السماء ، وقيل : رفع حيا ، ووفاة الموت بعد أن ينزل إلى الأرض فيقتل الدجال ، وقيل : يعني وفاة نوم وقيل : المعنى قابضك من الأرض إلى السماء * ( ورافِعُكَ إِلَيَّ ) * أي إلى السماء * ( ومُطَهِّرُكَ ) * أي من سوء جوارهم * ( الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ ) * هم المسلمون ، وعلوهم على الكفرة بالحجة وبالسيف في غالب الأمر وقيل : الذين اتبعوك النصارى ، والذين كفروا اليهود ، فالآية مخبرة عن عزة النصارى على اليهود وإذلالهم لهم * ( ذلِكَ نَتْلُوه ) * إشارة إلى ما تقدم من الأخبار * ( مِنَ الآياتِ ) * المتلوّات أو المعجزات * ( الذِّكْرِ ) * القرآن * ( الْحَكِيمِ ) * الناطق بالحكمة .
[1] . قوله : يضيف أنفسهم : يبدو في الكلام نقص أو خطأ . [2] . أخرجه أحمد في مسنده عن جابر بن عبد اللَّه ج 3 ص 464 . [3] . ذكر المؤلف في تفسير الآية 58 من سورة النساء قولا آخر هو أرجح من هذا فانظره هناك .
154
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 154