نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 152
لا تقدر على كلام الناس * ( ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ) * بمنع لسانه عن ذلك مع إبقاء الكلام بذكر اللَّه ، ولذلك قال : * ( واذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً ) * وإنما حبس لسانه عن الكلام تلك المدة ليخلص فيها لذكر اللَّه شكرا على استجابة دعائه ولا يشغل لسانه بغير الشكر والذكر * ( إِلَّا رَمْزاً ) * إشارة باليد أو بالرأس أو غيرهما ، فهو استثناء منقطع * ( بِالْعَشِيِّ ) * من زوال الشمس إلى غروبها ، والإبكار من طلوع الفجر إلى الضحى . * ( وَإِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ ) * اختلف ، هل المراد جبريل أو جمع من الملائكة ؟ والعامل في إذ مضمر * ( اصْطَفاكِ ) * أولا حين تقبلك من أمك * ( وطَهَّرَكِ ) * من كل عيب في خلق وخلق ودين * ( واصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ ) * يحتمل أن يكون هذا الاصطفاء مخصوصا بأن وهب لها عيسى من غير أب ، فيكون على نساء العالمين عاما ، أو يكون الاصطفاء عاما فيخص من نساء العالمين خديجة وفاطمة ، أو يكون المعنى : على نساء زمانها وقد قيل : بتفضيلها على الإطلاق ، وقيل : إنها كانت نبية لتكليم الملائكة لها * ( اقْنُتِي ) * القنوت هنا بمعنى الطاعة والعبادة ، وقيل : طول القيام في الصلاة وهو قول الأكثرين * ( واسْجُدِي وارْكَعِي ) * أمرت بالصلاة فذكر القنوت والسجود لكونها من هيئة الصلاة وأركانها ، ثم قيل لها : اركعي مع الراكعين بمعنى : ولتكن صلاتك مع المصلين ، أو في الجماعة فلا يقتضي الكلام على هذا تقديم السجود على الركوع ، لأنه لم يرد الركوع والسجود المنضمين في ركعة واحدة ، وقيل أراد ذلك ، وقدم السجود لأن الواو لا ترتب ، ويحتمل أن تكون الصلاة في ملتهم بتقديم السجود على الركوع * ( ذلِكَ ) * إشارة إلى ما تقدم من القصص وهو خطاب للنبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم * ( ما كُنْتَ لَدَيْهِمْ ) * احتجاجا على نبوته صلَّى اللَّه عليه وسلَّم لكونه أخبر بهذه الأخبار وهو لم يحضر معهم * ( يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ ) * أي أزلامهم ، وهي قداحهم ، وقيل : الأقلام التي كانوا يكتبون بها التوراة اقترعوا بها على كفالة مريم ، حرصا عليها وتنافسا في كفالتها ، وتدل الآية على جواز القرعة ، وقد ثبتت أيضا من السنة * ( أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ ) * مبتدأ وخبر في موضع نصب بفعل تقديره : ينظرون أيهم * ( يَخْتَصِمُونَ ) * يختلفون فيمن يكفلها منهم * ( إِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ ) * إذ بدل من إذ قالت ، أو من إذ يختصمون ، والعامل فيه مضمر * ( اسْمُه ) * أعاد الضمير المذكر على الكلمة ، لأن المسمى بها ذكر * ( الْمَسِيحُ ) * قيل : هو مشتق من ساح في الأرض ، فوزنه مفعل ، وقال الأكثرون : من مسح لأنه مسح بالبركة فوزنه فعيل وإنما قال : عيسى ابن مريم والخطاب لمريم لينسبه إليها ، إعلاما بأنه يولد من غير والد * ( وَجِيهاً ) * نصب على الحال ، ووجاهته في الدنيا النبوة والتقديم على الناس ، وفي الآخرة
152
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 152