نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 151
الصيف في الشتاء ، ويقال : إنها لم ترضع ثديا قط ، وكان اللَّه يرزقها * ( أَنَّى لَكِ هذا ) * إشارة إلى مكان أي : كيف ومن أين ؟ * ( إِنَّ اللَّه يَرْزُقُ ) * يحتمل أن يكون من كلام مريم أو من كلام اللَّه تعالى * ( هُنالِكَ ) * إشارة إلى مكان ، وقد يستعمل في الزمان ، وهو الأظهر هنا أي : لما رأى زكريا كرامة اللَّه تعالى لمريم : سأل من اللَّه الولد * ( فَنادَتْه الْمَلائِكَةُ ) * أنث رعاية للجماعة ، وقرئ فناداه بالألف [1] على التذكير ، وقيل : الذي ناداه جبريل وحده وإنما قيل الملائكة : لقولهم : فلان يركب الخيل ، أي جنس الخيل وإن كان فرسا واحدا يحيى اسم سماه اللَّه تعالى به قبل أن يولد ، وهو اسم بالعبرانية صادف اشتقاقا وبناء في العربية ، وهو لا ينصرف ، فإن كان في الإعراب أعجميا ففيه التعريف والعجمة ، وإن كان عربيا فالتعريف ووزن الفعل * ( مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّه ) * أي مصدقا بعيسى عليه السلام مؤمنا به ، وسمي عيسى كلمة اللَّه ، لأنه لم يوجد إلَّا بكلمة اللَّه وحدها وهي قوله : كن لا بسبب آخر وهو الوالد كسائر بني آدم * ( وسَيِّداً ) * السيد ، الذي يسود قومه أي يفوقهم في الشرف والفضل * ( وحَصُوراً ) * أي لا يأتي النساء فقيل : خلقه اللَّه كذلك ، وقيل : كان يمسك نفسه ، وقيل : الحصور الذي لا يأتي الذنوب * ( أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ ) * تعجّب استبعاد أن يكون له ولد مع شيخوخته ، وعقم امرأته ، ويقال : كان له تسع وتسعون سنة ، ولامرأته ثمان وتسعون سنة ، وفاستبعد ذلك في العادة ، مع علمه بقدرة اللَّه تعالى على ذلك ، فسأله مع علمه بقدرة اللَّه ، واستبعده لأنه نادر في العادة ، وقيل : سأله وهو شاب ، وأجيب وهو شيخ ، ولذلك استبعده * ( كَذلِكَ اللَّه يَفْعَلُ ما يَشاءُ ) * أي مثل هذه الفعلة العجيبة ، يفعل اللَّه ما يشاء فالكاف لتشبيه أفعال اللَّه العجيبة بهذه الفعلة ، والإشارة بذلك إلى هبة الولد لزكريا ، واسم اللَّه مرفوع بالابتداء ، أو كذلك خبره فيجب وصله معه ، وقيل : الخبر يفعل اللَّه ما يشاء ، ويحتمل كذلك على هذا وجهين : أحدهما : أن يكون في موضع الحال من فاعل يفعل ، والآخر : أن يكون في موضع خبر مبتدأ محذوف تقديره : الأمر كذلك ، أو أنتما كذلك ، وعلى هذا يوقف على كذلك والأول أرجح لاتصال الكلام ، وارتباط قوله : يفعل ما يشاء مع ما قبله ، ولأن له نظائر كثيرة في القرآن منها قوله : كَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ ) * [ هود : 102 ] * ( اجْعَلْ لِي آيَةً ) * أي : علامة على حمل المرأة * ( آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ) * أي علامتك أن