نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 148
والضمير لليهود ونصارى نجران * ( أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ ) * أي أخلصت نفسي وجملتي * ( لِلَّه ) * وعبّر بالوجه على الجملة ومعنى الآية : إقامة الحجة عليهم لأن من أسلم وجهه للَّه فهو على الحق بلا شك ، فسقطت حجة من خالفه * ( ومَنِ اتَّبَعَنِ ) * عطف على التاء في أسلمت ويجوز أن يكون مفعولا معه * ( أَ أَسْلَمْتُمْ ) * تقرير بعد إقامة الحجة عليهم أي : قد جاءكم من البراهين ما يقتضي أن تسلموا * ( فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ ) * أي : إنما عليك أن تبلغ رسالة ربك ، فإذا أبلغتها فقد فعلت ما عليك ، وقيل : إن فيها موادعة نسختها آية السيف * ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ ) * الآية : نزلت في اليهود والنصارى توبيخا لهم ، ووعيدا على قبح أفعالهم ، وأفعال أسلافهم * ( الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ ) * هم اليهود ، والكتاب هنا التوراة ، أو جنس * ( يُدْعَوْنَ إِلى كِتابِ اللَّه ) * قال ابن عباس : دخل رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم على جماعة من اليهود فيهم النعمان بن عمرو والحارث بن زيد ، فقالوا له على أي دين أنت ؟ فقال لهم : على دين إبراهيم ، فقالوا : إنّ إبراهيم كان يهوديا ، فقال لهم رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم : فهلمّوا إلى التوراة فهي بيننا وبينكم ، فأبوا عليه فنزلت الآية ، فكتاب اللَّه على هذا التوراة ، وقيل : هو القرآن : كان النبي صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم يدعوهم إليه فيعرضون عنه * ( ذلِكَ بِأَنَّهُمْ ) * الإشارة إلى إعراضهم عن كتاب اللَّه والباء سببية : والمعنى أن كفرهم بسبب اعتراضهم وأكاذيبهم ، والأيام المعدودات قد ذكرت في البقرة * ( فَكَيْفَ إِذا جَمَعْناهُمْ ) * أي : كيف يكون حالهم يوم القيامة ، والمعنى : تهويل واستعظام لما أعدّ لهم * ( اللَّهُمَّ ) * منادى ، والميم فيه عوض من حرف النداء عند البصريين ، ولذلك لا يجتمعان ، وقال الكوفيون : أصله يا اللَّه أمّنا بخير فالميم عندهم من أمّنا * ( مالِكَ الْمُلْكِ ) * منادى عند سيبويه ، وأجاز الزجاج أن يكون صفة لاسم اللَّه وقيل إنّ الآية نزلت ردّا على النصارى في قولهم : إنّ عيسى هو اللَّه « لأن هذه الأوصاف ليست لعيسى ، وقيل : لما أخبر النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أن أمته يفتحون ملك كسرى وقيصر : استبعد ذلك المنافقون ، فنزلت الآية * ( بِيَدِكَ الْخَيْرُ ) * قيل : المراد بيدك الخير والشر ، فحذف أحدهما لدلالة الآخر عليه ، وقيل : إنما خص الخير بالذكر ، لأنّ الآية في معنى دعاء ورغبة
148
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 148