responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 14


السور ، وقد وقعت آيات مدنية في سور مكية ، كما وقعت آيات مكية في سور مدنية ، وذلك قليل ، مختلف في أكثره .
[ خصائص السور المكية والمدنية ] واعلم أنّ السور المكية نزل أكثرها في إثبات العقائد والردّ على المشركين ، وفي قصص الأنبياء . وأنّ السور المدنية نزل أكثرها في الأحكام الشرعية ، وفي الردّ على اليهود والنصارى ، وذكر المنافقين ، والفتوى في مسائل ، وذكر غزوات النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم . وحيث ما ورد :
يا أيها الذين آمنوا فهو مدني ، وأما : يا أيها الناس ، فقد وقع في المكيّ والمدنيّ .
الباب الثالث : في المعاني والعلوم التي تضمنها القرآن . ولنتكلم في ذلك على الجملة والتفصيل . أما الجملة ، فاعلم أنّ المقصود بالقرآن دعوة الخلق إلى عبادة اللَّه وإلى الدخول في دينه ، ثم إنّ هذا المقصد يقتضي أمرين ، لا بد منها ، وإليهما ترجع معاني القرآن كله : أحدهما بيان العبادة التي دعي الخلق إليها ، والأخرى ذكر بواعث تبعثهم على الدخول فيها وتردّدهم إليها ، فأما العبادة فتنقسم إلى نوعين ، وهما أصول العقائد وأحكام الأعمال .
وأما البواعث عليها فأمران وهما : الترغيب والترهيب ، وأما على التفصيل فاعلم أنّ معاني القرآن سبعة : هي علم الربوبية ، والنبوة ، والمعاد ، والأحكام ، والوعد ، والوعيد والقصص . فأما علم الربوبية : فمنه إثبات وجود الباري جل جلاله ، والاستدلال عليه بمخلوقاته ، فكل ما جاء في القرآن من التنبيه على المخلوقات ، والاعتبار في خلقة الأرض والسماوات ، والحيوان والنبات . والريح والأمطار ، والشمس والقمر ، والليل والنهار ، وغير ذلك من الموجودات ، فهو دليل على خالقه ، ومنه إثبات الوحدانية ، والردّ على المشركين ، والتعريف بصفات اللَّه : من الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر ، وغير ذلك من أسمائه وصفاته ، والتنزيه عما لا يليق به .
وأما النبوّة : فإثبات نبوّة الأنبياء عليهم السلام على العموم ، ونبوة محمد صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم على الخصوص ، وإثبات الكتب التي أنزلها اللَّه عليهم ، ووجود الملائكة الذين كان منهم وسائط بين اللَّه وبينهم ، والردّ على من كفر بشيء من ذلك ، وينخرط في سلك هذا ما ورد في القرآن من تأنيس النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وكرامته والثناء عليه ، وسائر الأنبياء صلَّى اللَّه عليه وعليهم أجمعين .
وأما المعاد فإثبات الحشر ، وإقامة البراهين ، والردّ على من خالف فيه ، وذكر ما في الدار الآخرة من الجنة والنار ، والحساب والميزان ، وصحائف الأعمال وكثرة الأهوال ، ونحو ذلك .
وأما الأحكام : فهي الأوامر والنواهي وتنقسم خمسة أنواع : واجب ، ومندوب ، وحرام ، ومكروه ، ومباح . ومنها ما يتعلق بالأبدان : كالصلاة والصيام ، وما يتعلق بالأموال

14

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست