responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 133


ويجوز أن يحمل على المعنى كأنه يقول : أرأيت كالذي حاج إبراهيم ، أو كالذي مرّ على قرية وهذا المارّ قيل إنه عزير ، وقيل الخضر ، فقوله : * ( أَنَّى يُحْيِي هذِه اللَّه ) * ليس إنكارا للبعث ولا استبعادا ولكنه استعظام لقدرة الذي يحيي الموتى ، أو سؤال عن كيفية الإحياء وصورته ، لا شك في وقوعه ، وذلك مقتضى كلمة أنّى فأراه اللَّه ذلك عيانا ليزداد بصيرة ، وقيل : بل كان كافرا وقالها إنكارا للبعث واستبعادا ، فأراه اللَّه الحياة بعد الموت في نفسه ، وذلك أعظم برهان * ( وهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها ) * أي خالية من الناس ، وقال السدّي :
سقطت سقوفها وهي العروش ، ثم سقطت الحيطان على السقف * ( أَنَّى يُحْيِي هذِه اللَّه ) * ظاهر هذا اللفظ إحياء هذه القرية بالعمارة بعد الخراب ، ولكن المعنى إحياء أهلها بعد موتهم لأنّ هذا الذي يمكن فيه الشك والإنكار ولذلك أراه اللَّه الحياة بعد موته ، والقرية كانت بيت المقدس لما أخربها بختنصر ، وقيل : قرية الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف * ( كَمْ لَبِثْتَ ) * سؤال على وجه التقرير * ( قالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ) * استقل مدّة موته ، قيل : أماته اللَّه غدوة يوم ثم بعثه قبل الغروب من يوم آخر بعد مائة عام فظنّ أنه يوم واحد ، ثم رأى بقية من الشمس فخاف أن يكذب في قوله : يوما فقال : أو بعض يوم * ( فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وشَرابِكَ ) * قيل كان طعامه تينا وعنبا وأنّ شرابه كان عصيرا ولبنا * ( لَمْ يَتَسَنَّه ) * معناه : لم يتغير ، بل بقي على حاله طول مائة عام ، وذلك أعجوبة إلهية ، واللفظ يحتمل أن يكون مشتقا من السنة ، لأنّ لامها هاء ، فتكون الهاء في يتسنه أصلية . أي لم يتغير السنون ويحتمل أن يكون مشتقا من قولك تسنن الشيء إذا فسد ، ومنه الحمأ المسنون ، ثم قلبت النون حرف علة كقولهم : قصيت أظفاري ، ثم حذف حرف العلة للجازم ، والهاء على هذا هاء السكت * ( وانْظُرْ إِلى حِمارِكَ ) * قيل : بقي حماره حيا طول المائة عام ، دون علف ولا ماء ، وقيل : مات ثم أحياه اللَّه ، وهو ينظر إليه * ( ولِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ ) * التقدير : فعلنا بك هذا لتكون آية للناس ، وروى أنه قام شابا على حالته يوم مات فوجد أولاده وأولادهم شيوخا * ( وانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ ) * هي عظام نفسه ، وقيل : عظام الحمار على القول بأنه مات ننشرها بالراء نحييها ، وقرئ بالزاي ، ومعناه نرفعها للإحياء * ( قالَ أَعْلَمُ ) * بهمزة قطع وضم الميم أي : قال الرجل ذلك اعترافا ، وقرئ بألف وصل ، والجزم على الأمر أي قال له الملك ذلك * ( وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ ) * الآية : قال الجمهور : لم يشك إبراهيم في إحياء الموتى ، وإنما طلب المعاينة ، لأنه رأى دابة قد أكلتها السباع والحيات

133

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست